عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
موضوع: نــور القلــــــــــــــــــوب . الخميس يوليو 15, 2010 6:07 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
نــــور القلــــــوب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم الموضوع :- ( 75 )
التاريــــــــخ :- الجمعة 16 يوليو 2010
أسم الموضوع :- نور القلـــوب .
أسم الكاتــــب :- صــلاح إدريـــس
التصنيـــــــــف :- دينــــــــــــــــــــى
********************
أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
إن لنا ثلاث سنوات ويزيد .. ونحن نتناول سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعه مباركة .. وقد لاحظت مؤخرا إحجام الكثيرين عن المتابعة والمشاركة .. إما للملل من تداول هذه السير المباركة طوال هذه المدة .. أو لطول الموضوع .. أو لأسباب لايعلمها إلا الله .. وأنا لا أتهم شبابنا ــ لاسمح الله ــ بما يعيبهم .. لا .. والله فقد أصابنى أنا الآخر بعض الفتور .. لاسيما وأن الصحابة رضى الله عنهم عددهم بالآلاف .. وسيرهم العطرة قد تأخذ منا سنوات وسنوات .. لذا رأيت أن نتناول بجانب سير الصحابة الأجلاء .. وبين الحين والآخر ، جوانب متعددة ومختلفة من إسلامنا الحنيف .. قد تكون قصة .. أو عظة .. أو ندرة .. أو حتى طرفة .. أو حديث ذو شجون لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. المهم أن يتوافر في الموضوع شيئان مهمان .. أولهما أن تكون الفائدة من الموضوع عظيمة .. وثانيهما ألا يكون الموضوع طويلا رفقا بشبابنا الجميل الذى يعاتبنى أحيانا لطول موضوعاتى ..
**************
عن أبي الفيض ( ذا النون المصري) رضي الله عنه قال:-
وصف لي رجل من السادة باليمن قد برز على الخائفين ... وسما على المجتهدين بسما بين الناس معروف .. وباللب ، والحكمة ، والتواضع ، والخشوع موصوف 0.. قال : فخرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام .. فلما قضيت الحج قصدت زيارته لأسمع من كلامه .. وأنتفع بموعضته.. أنا وأناس كانوا معي يطلبون ما أطلب من البركة ، وكان معنا شاب عليه سما الصالحين .. ومنضر الخائفين ، وكان مصفر الوجه من غير سقم .. أعمش العينين من غير رمد .. يحب الخلوة ويأنس بالوحدة ، تراه كانه قريب عهد بمصيبة ، وكنا نعذله على أن يرفق بنفسه ، فلا يجيب قولنا وعدلنا ، ولا يزداد إلا مجاهدةً ، واجتهاداً ، ولسان حاله يقول :
أيها العاذلون في الحب مهلاً
حاشا لي عن هواه أن أتسلى
كيف أسلوا وقد تزايد وجدي
وتبدلت بعد عزي ذلاً
قيل تبلى .. قلت تبلى عضامي
وسط لحدي وحبكم ليس يبلى
حبكم قد شربته في فؤادي
في قديم الزمان مذ كنت طفلاً
قال : ولم يزل ذلك الشاب في جملتنا ، حتى اتى معنا إلى اليمن ، وسألنا عن منزل الشيخ فأرشدنا إليه ، فطرقنا الباب فخرج إلينا كأنما يخبر عن أهل القبور ، فجلسنا إليه ، فبدأه الشاب بالسلام والكلام ، فصافحه وأبدى له البشر والترحيب من دوننا .. وسلمنا كلنا عليه ، ثم تقدم إليه الشاب وقال : ياسيدي إن الله قد جعلك وأمثالك أطباء لأسقام القلوب .. ومعالجين لأوجاع الذنوب ، وبي جرح قد نغل .. وداء قد استمكن وأعضل .. فإن رايت أن تتلطف بي ببعض مراهمك فأفعل ، فأنشد الشيخ هذه الأبيات :
إن داء القلوب داء عظيم
كيف لي من بالخلاص من داء ذنبي
هل طبيب مناصح لي فإني
أعجز الخلق والأطباء طبي
آه واخجلتي ويا طول حزني
من وقوفي إذا وقفت لربي
وانقطاع الجواب مني ولما لا
وبلائي قد جل عن كل خطب
فقال له الشيخ بعدها : سل عما بدا لك ، فقال له ما علامة الخوف من الله تعالى ؟ قال أن يؤمنك خوف الله من كل خوف غير خوفه .. فأنتفض الفتى جزعاً ثم خر مغشياً عليه ساعةً .. فلما أفاق قال : رحم الله من يتيقن العبد خوفه من الله ؟ قال : إذا أنزل نفسه من الدنيا منزلة العليل السقيم ، فهو محتم من أكل الطعام .. مخافة طول السقام .. وتصبر على مضض الدواء مخافة طول الضنا .. قال : فصاح الشاب صيحةً ضننا أن روحه قد خرجت ، ثم قال : يرحمك الله ما علامة المحبة لله تعالى ؟ فقال : يا حبيبي إن درجة المحبة لله رفيعة ، فقال الشاب : أحب أن تصفها لي ، فقال : يا حبيبي إن المحبين لله تعالى شق لهم عن قلوبهم .. فأبصروا بنور القلوب إلى جلال عظمة الإله المحبوب ، فصارت أرواحهم روحانية ، وقلوبهم حجبية وعقولهم سماوية تسرح بين صفوف الملائكة الكرام .... فشهق الشاب شهقةً فمات رحمة الله تعالى عليه .. فجعل الشيخ يقبله ويبكي ويقول : هذا تضرع الخائفين .. هذه درجة المحبين .. هذه روح حنت فأنّت .. فسمعت فأشتاقت .. فشهقت فماتت .. وأنشد بعضهم :
علم قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف
فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عار
*************
((( لا إله إلا الله الجليل الجبار لا اله إلا الله الواحد القهار)))
روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مضمون الحديث
نزل جبريل (عليه السلام) بوحى من مالك الوحى وقال : يا رسول الله أي عبد من عبيد الله سبحانه وتعالى أو أي أحد من أمتك يا محمد قرأ الدعاء ولو مرة واحدة في العمر
بحرمتي .. و جلالي .. ضمنت
له سبعة أشياء :
رفعت عنه الفقر ..
أمّنته من سؤال منكر و نكير
أمررته على الصراط ....
حفظته من موت الفجأة
حرمت عليه دخول النار ..
حفظته من ضغطة القبر
حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم .
*************
والآن ياأحبائى أنا فى حاجة لرأيكم .. هل نواصل معا سير الصحابة فقط حتى ننتهى منها جميعا .. أم ننوع موضوعاتنا الإسلامية .. دمتم لى ولأسركم بخير .. ودام رأيكم السديد .. وواصلوا لنتواصل .