صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: وداعا للكراكيب . الأربعاء يوليو 14, 2010 1:21 am | |
| [size=25]وداعا للكركيــب . ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ رقم الموضوع :- ( 74 ) التاريــــــــخ :- الثلاثاء 13 يوليو 2010 أسم الموضوع :- وداعــــــــا للكراكيــــب . أسم الكاتــــب :- الكاتبة الكبيرة / سناء البيسى التصنيـــــــــف :- ثقافــى ــ إجتماعــى التعريف بالكاتب :- تم التعريف بالكاتبة تفصيليا فى مقالة خاصة عنها بعنوان ( سناء البيسى .. الساحرة الرشيقة ) ************************************ عبد الحليم حافظ فى حفلاته الجميلة .. كان دايما عنده أغنية جديدة جميلة وحلوة يبتدى بيها أو يخليها للآخر .. ودايما قبل مايغنيها يقول للجمهور بصوت هامس رقيق (( الأغنية دى عايزة السمع .. الأغنية دى عايزة السمع )) .. وهو يقصد الأنتباه والتركيز وبلاش صخب ورقص وتصفيق .. لأنها ( أغنية عايزة السمع ) .. ومقالات الكاتبة الكبيرة ، والساحرة الرشيقة ، سناء البيسى زى أغانى عبد الحلي .. ( أغانى عايزة السمع ) .. راسلنى وتحدث معى كثير من الأصدقاء معاتبين على عدم نشرى مقالات لسناء البيسى كما وعدت .. علشان كده أنا جبت لكم النهاردة إحدى مقالاتها الرائعة ضمن روائعها الكثيرة .. ولكنى أرجوكم قراءتها حتى آخر كلمة فيها .. لأن العسل دايما فى الآخر .. ومتعتكم ستتزايد مع التمعن فى الكلام الحلو ده .. و بصراحة ياجماعة (( الأغنية دى عايزة السمع )) . ********************************* وداعا للكراكيـــــــــب ******* كان الله يرحمه له نظرة ثاقبة في الخلق .. يستشف من خلالها معادنهم ، وأصولهم ، وجذورهم.. كان يقول لي.. الله يرحمه : من لا خير له في قديمه ، لا خير له في جديده .. وعلي الأصل دور .. كان ينورني .. كان ينبهني .. كان يفطني.. وأنا من جهتي أقول له : لك حق يا أستاذ ما أنت أخذتني صغيرة ولسه عايزة علام .. و.. من هنا عندما ذهبنا لزيارة جماعة جديدة معرفة .. رجعت من عندها مبهورة باللمعان .. مأخوذة بأن كل شيء عندهم آخر موضة .. مسبهلة بمظاهر الأبهة في كل ركن وسقف ، وفوق كل ترابيزة .. النجف مورانو وارد حديثا بشوكه من فينيسيا .. وريش نعام يغرز في كنب الصالون .. وحجرة المكتب جلد غزال حقيقي .. وطاقم الكريستوفل راقد حول أطباقنا علي وردات برودريه سفرة خشب الورد .. وسجاد حرير تتلاعب الأضواء فيه فوق عشرات العقد .. ونقش الستائر توءم ورق الحيطان ، والأرضيات كرارة ، والأبواب مرايا ، والتكييف سمع هس ، والتليفزيون شاشة سينما .. و.. لما لقيته .. الله يرحمه.. ليس مثلي مأخوذا بما رأينا ..قلت لائمة له : ما هو انت كده لا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب .. يا راجل ده مفيش في بيتهم غلطة يا مفتري .. كل حاجة عندهم لابسة في مكانها.. ناس عشرة علي عشرة ، وكله جديد في جديد .. رد الله يرحمه : وهنا يا ست هانم بيت القصيد .. بذمتك لمحت أي حاجة تحكي ماضيهم .. سنتيمتر واحد يشير لأصالتهم .. صورة أب أو جد أو خال له في التاريخ تاريخ .. برواز قديم مفدوغ يقول لك كان وكان.. صينية قهوة مطوسة قدمت في زمان مناسباتها الفناجين والكبايات .. عيل نايم علي بطنه في استوديو تصوير ، أصبح لما كبر له شان وشنشان .. لقطة من رحلة سياحية فيها غابة وبحر وجبل خارج سفريات بلاد الكفيل والنفط .. يا ست هانم من ليس له تاريخ يشتري له تاريخ .. في الكويت متحف من معروضاته نمرة أول عربية دخلت الكويت.. وفي أمريكا متاحف تتمسح في نهضة الفن في أوروبا .. وفي دول الخليج وجدوا ضالتهم في تراث التاريخ الإسلامي كحيطة يستندون إليها .. وأرض يقفون عليها .. فاشتروا بدنانيرهم مشربية الرشيد ، وحصيرة الأموي ، ومخطوط زاد المعاد في هدي خير العباد ، ومصباح علاء الدين ، وموعظة لقمان بن باعورا .. التراث له جذور ، وأصول لابد من التمسك بها مثل مواطن هندي في الأسبوع الماضي اشتري نظارة غاندي من مزاد في باريس بدعوي أنها تراث هندي لابد من عودته للوطن الأم .. ولو كانت رأس نفرتيتي كأي من رؤوس التسعين مليونا لما طالبنا بعودتها للجسد الأم .. يا ست هانم زيارتنا النهاردة كانت للناس القشرة .. لبيت بلا تاريخ .. بلا تراث .. بلا أصول. لكن التراث حاجة والكراكيب القديمة حاجة تانية خالص .. وتراث بيتنا كان زمان في يد مبروكة أمينة متحف الصندرة التي تصعد إليها فوق السلم الخشبي المدعم برباط ضاغط في أكثر من درجة مخلخلة ، كي لا تقع مكسورة الترقوة لتدس في مساحاتها الشاغرة علي التوالي أشياء معوقة.. مثل مقعد بيانو برجل طايرة .. وعربة مولود شب علي الطوق وأصبح طول بعرض علي وش جواز.. وسجادة متهالكة قد تصلح لتخريج شلت للأرضية .. ورخامة اللوفومانو المشروخة المرسومة شيء إلهي كأنها جلد حمار وحشي .. وبراويز عرايس وعرسان اتجوزوا ، وخلفوا ، وماتوا، ودفعات تخرج أحيلت للمعاش .. وعيال مدارس قاعدة بمرايلها علي قرافيصها قدام حضرات النظار .. وبرطمانات بدون غطاء.. وأباجورات تستحق إعدامها.. وكتب مدرسية شفرت مناهجها .. وشهادات كحكها أحمر ، وحقائب كالحة ، وألواح زجاج مشروخة في المنتصف وطرفها سكين .. وشموع فرح سايحة ومعوجة .. وغربال سبوع ، وبانيو مقشر ، وبلتكانة سرير ، ولوحة سيلويت لرب البيت بدون مناخير .. ورشاشة زرع لبلكونة قفلوها بقفص للنوم .. وفروة خروف. كراكيب وليست تراثا ، لا أذكر يوما العودة إليها من بعد تكهينها علي ارتفاع سقف ، أو في مسقط البدروم ..أو تحت ملة السرير ، أو في باطن الكنبة .. يمكن يجيلها وقتها .. يمكن ينكتب لها عيش من جديد .. يمكن نعثر في نسيج العنكبوت علي القطعة المفقودة .. يمكن .. ولكن أبدا لم يأت هذا الممكن ، ولا عادت إلينا كركوبة في استنساخ جديد .. فلا الابن أحاط يوما وسطه بحزام والده .. ولا طاسة فقدت ذراعها في الحريق قامت من جديد بتحمير صباع كفتة .. ولا اختشت علي دمها دفاية باردة مركونة .. ولا زجاجة البارفان الفارغة ملأناها أسانس.. ولا براوي الصابون نفعت في الغسيل.. ولا أحد من ذوي الخبرة عرف يصلح ماكينة الخياطة السنجر .. أو ذراع الفونوغراف .. ولا عيل من الذرية له نفس يشوف شطارة كراسات تلمذة بابا .. ولا شاب من العيلة كان عنده حب استطلاع يتعرف علي ملامح خالو ، أو عمو ، أو أونكل ، أو أنشته ، ما بين رؤوس طلبة خليل أغا ، والسعيدية.. ولا بواقي قماش تنجيد المرتبة لاقي إقبالا لصنع غطاء قصاقيص الكنبة الاستنبولي .. ولا أي من الكراكيب أقبل عليها بائع الروبابيكيا مع إن كان عنده شكوكو بقزازة. ولابد من أن الكركبة هواية مصرية صميمة .. فيها ما فيها من اعتزاز بالشيء لحد وضعه خبيئة لحين العوز، فالأصل فرعوني ، وأجدادنا دفنوا مع الميت جميع مستلزمات الحياة من العفش والكسوة والعيش والفاكهة وكحل العين .. حتي إذا ما قامت قيامته .. وشق لفائف مومياه غدا مستكفيا غير مضطر لسلف كرسي يقعد عليه ، أو استدانة رغيف لحين ما يشعل الفرن ، أو مرآة يساوي فيها باروكته .. وأينما حل المصري فكراكيبه في ركابه .. فإذا لم تستطع تذكرة السفر تحمل مصاريف المشال ، فكراكيب بلد إقامته الجديد تقوم بدورها.. ولا أنسي سفارتنا في البلد البعيد التي تحولت بقدرة قادر إلي كركبة أندونيسية .. ليس في زحامها ما يشير لبلدها سوي صورة الرئيس .. و.. ربما نحن البلد الوحيد الذي يشاهد فيه ركاب الطائرات في لحظات الهبوط أهرامات الخلود .. ومجري النيل الجليل .. وكراكيب أسطح العمارات التي اضطر فندق الفورسيزونس منعا للإحراج أمام الأجانب القيام بإزالتها علي نفقته في أوسع نطاق تحت دائرة النظر . . وربما نحن البلد الوحيد الذي يتحد فيه قرار اتحاد سكان العمارات علي رمي كراكيبهم في المنور ليحق عليهم ا لمثل.. ( من شاف الباب وتزاويقه ماشافوش من جوه نشف ريقه ) .. وربما نحن البلد الوحيد الذي ترتع فيه مهنة سمكرة السيارات ، والواد بلية الميكانيكي ومخرطة كراكيب الموتور .. فعلي المخارج البعيدة للبلاد الأخري توجد مقابر جماعية لا تخرج إليها جنازات البشر ومن خلفها طابور الندابات مثل عندنا .. وإنما يودع فيها أصحاب السيارات القديمة سياراتهم بالكلاكسات إلي غير رجعة.. فلا مكان في الطريق عندهم للكراكيب .. ودائما هم في حالة استنفار لقدوم الكريسماس والأعياد .. حيث يسارعون بإخراج كراكيبهم لعرضها علي أرض الطريق مجانا أو بتراب الفلوس.. وكم كانت حسرتي لطول مراقبتي من خلف زجاج النافذة الأمريكية لطاقم الصالون الجديد الفخيم الملقي هناك في ساحة المبني المقابل والذي لم يمنعني عنه سوي العزيز القوي .. عاصفة ثلجية تركته يبابا في ثوان. الكراكيب المزمنة التي حاولت عبثا التصدي لها وجدتها مشكلة الآخرين أيضا.. فوجئت بها داء عالميا وضعت حياله النظريات والتحليلات وطرق العلاج والمقاومة والتصدي .. وأحدثها نظرية قادمة من الصين بلد إنتاج المعجزات من الساعة الرولكس وأقراص الفياجرا ، لمخللات الأوردفر ، لفانوس رمضان.. اسم النظرية ( الفينج شو ) للعالمة كارين كينج ستون ، ونقلتها للعربية المترجمة الماهرة مروة هاشم ، وتعتمد علي فلسفة تقول : الحياة في تغير مستمر.. وما أنت سوي حارس مؤقت لأشياء كثيرة أثناء مرورها في حياتك .. النظرية صالت وجالت في طرق التخلص من الكراكيب التي اكتشفت أننا لا نكومها فقط في الصندرة أو البدروم.. وإنما الأدهي أننا نركنها أيضا علي حوائط القلب .. وعلي مراوح الروح .. وفي خلايا الجسد .. ولأن النظرية شرحت الكثير ، وجدتني بانتفاضة حاسمة أقوم بهجمة اجتياح لكل كراكيبي علي هدي نصائحها والتي منها : - الكراكيب تدفعك للسباحة إلي الخلف لتظل أسير الماضي وأحداثه بدلا من التطلع للأمام والمستقبل .. فلا يسمح لك الوقت بالبدء في التعامل مع مشاكلك والتقدم في حلها. - الأشياء الجاثمة حولك ولا تستخدمها تولد لديك شعورا بمحلك سر .. بينما إحاطتك بما تحبه وتستخدمه علي الوجه الأمثل يجعله مصدرا للدعم والإمتاع. - الكراكيب بمثابة سدود وحواجز تمنع تدفق الطاقة إليك لتتنفس في فضاء أكثر رحابة وتتحرك أكثر حرية ، وبالتخلص منها تطلق سراح حجم هائل من الطاقة كان محتجزا حول هذه الكراكيب. - الكراكيب التي تنمو داخل الفوضي تشكل مناخا أقرب إلي مستشفي المجاذيب لا سبيل فيه للعثور علي شيء تريده حتي ولو كان أمام عينيك. - هناك نوعية من الكراكيب تمثلها زجاجات الدواء منتهية الصلاحية .. والوصولات ، والخطابات ، والنشرات ، ينتهي بها المطاف كنمو لورم سرطاني ، لا يصلح معه علاج الكيماوي ، لتغدو تلالا وارمة لا وقت لفرزها ، أو تصنيفها.. وكراكيب أخري ناتجة عن موجات هوس الشراء التي تضع صناديقها وأكياسها جانبا إلي حين وضعها في المكان المناسب.. والذي يحدث في الواقع.. أنك تتركها مكانها شهورا وربما أعواما لتظل تؤرقك من حيث لا تدري.. وقد تدري عندما يقع نظرك عليها فيعاودك الإحباط علي التوالي من أن نقودك قد تسربت في بلاعة شراء أشياء لم تكن في حاجة جدية إليها. - هناك كراكيب تتمثل في أشياء صغيرة ناقصة أو في حاجة إلي إصلاح ، وسوف تندهش من أن مجرد وضع حجر بطارية جديد لساعة الحائط يحرك العقارب ، أو تغيير زجاج الرف المشروخ ، أو وضع لمبة كهربائية قوية في الممر المعتم ، أو تثبيت مسمار مقبض الدرج.. مثلها أشياء سوف تمنحك عملية إنجازها انتعاشا وحيوية. - قد ترجع مشكلة الكراكيب بمنتهي البساطة إلي المساحة فحياتك واحتياجاتك قد اتسع نطاقها بينما حجرات بيتك لم تزل بنفس الحجم ، وهنا تبدأ في اختراع أماكن جديدة للنوم والتخزين فتغلق البلكونة وتستخدم تحت السلم وخلف الأبواب كدواليب للتخزين.. ولكن لا تسعد كثيرا بحلولك العبقرية المبتكرة فقد استنفدت بها مساحات الفراغات الموجودة من حولك.. وبالتالي انحسر الحيز الذي يمكن للطاقة التحرك بداخله مما يصعب عملية الإنجاز أو التنفس بعمق ، فإذا لم يكن هناك متسع للانتقال لمساحة أوسع فلابد من التضحية ببعض الأشياء التي تأتي أهميتها في المرتبة الثانية من حياتك وإلا ستكبس المخدات المركونة وحقائب السفر المندسة وكوم المجلات المغطي علي مراوح طاقتك. - الاحتفاظ بالكراكيب له علاقة وطيدة بزيادة الوزن بسبب أن ارتفاع مؤشر كل منهما يعتبر شكلا من أشكال حماية النفس.. فإنك لا شعوريا عن طريق تكديس طبقات من الشحم أو الكراكيب من حولك تأمن في تحصين نفسك من صدمات الحياة وضد المشاعر التي لا تستطيع السيطرة عليها ، ومع بداية العناية بالبيئة المحيطة بك يصبح من السهل العناية بنفسك ومظهرك وبالتالي وزنك. - الكراكيب تدفع للانطواء لخوفك من الزيارات المفاجئة, وبالتالي تقدم المعاذير وتؤجل العلاقات الاجتماعية إلي حين أن تجد وقتا لإزالة الكراكيب.. وغالبا لا يأتي هذا الوقت لتزداد توحدا مع كراكيبك. - الاحتفاظ بالكراكيب قد يضاعف من عملية التنظيف, فكلما زادت تراكمت من حولها الأتربة وتكدست من حولها الطاقة التي تهبط من عزيمتك لتنظيفها والنفاذ إلي زواياها ومنحنياتها. - الكراكيب تمثل خطرا علي صحتك وحياتك.. فهي إلي جانب اكتسابها رائحة العفونة بالتدريج مع جذب الحشرات الضارة إليها.. هناك إمكانية تعرضها للحريق.. حيث لن ينتبه في الزحمة إلي الشرارة الأولي قبل اندلاع ألسنة النار لتأتي علي الأخضر واليابس. - الاحتفاظ بالأشياء تخوفا من عدم العثور علي مثلها وقت الحاجة هو انعدام الثقة في المستقبل وفيما يأتي به الغد . - لا تجعل من حجرة نومك مستودعا لإلقاء الأشياء التي لا تجد لها مكانا ، ولا تحتفظ بسبت الغسيل داخلها لأن الطاقة المنعشة تهرب من الملابس المتسخة ، وحاول مقاومة أي إغراء بالاحتفاظ بأي كراكيب تحت السرير ، لأنك ستشعر لا إراديا بأنك تنام علي سطح من المخلفات المتخفي بملاءة بيضاء ، والكراكيب فوق الدولاب بمثابة المشاكل المعلقة فوق رأسك في انتظار البدء في تعاملك معها أو حلها ، وتعوق تلك الكراكيب من قدرتك علي التفكير بوضوح ونقاء لأنها أول ما تقع عليه عيناك عند الاستيقاظ مما يصيبك علي الفور بالخمول والرغبة في معاودة النوم كنوع من الهروب. - أنت في المعتاد لا ترتدي أكثر من20 % من معلقات الدولاب .. حاول التخلص من الملابس التي لم تلبسها مرة واحدة ، وتخلي عنها تماما بلا ندم ولسوف تكتشف أنها لم تضف لك بهجة منذ البداية ، وربما اشتريتها بإغراء الأوكازيون أو بناء علي نصيحة أحرجت ألا تخضع لها .. وكان النظر إلي تلك الملابس يمثل لك حسرة واكتئابا بسبب ما أنفقت فيها واستحوذت عليه الشماعات. - أصحاب كراكيب البيوت غالبا ما يصحبون كراكيبهم لسياراتهم أيضا .. بمفهوم أن أمامك مزيدا من العمل يمكن أن تقوم به في الطريق أيضا.. هذا المزيد لن تقوم به لضغوط الطريق ، وسيارتك سوف تثير الاشمئزاز عندما تضطر إلي اصطحاب أحدهم فتسارع إلي إزالة جانب من تلك الدوسيهات وورق المناديل وعلب المشروبات الفارغة ، والولاعات الخامدة ، والأكياس المركونة بمحتوياتها ووصولاته ا ومخالفاتها وإعلاناتها وأغلفة حلواها.. عليك فورا القيام بتنظيف سيارتك وتنظيمها حتي لا يهدر تأجيل هذا العمل من طاقتك وكي لا يهبط رفيق الطريق منفضا كرمشة هدومه لاعنا مشواره العبثي وفوضي سيارة سيادتك. - مكتبتك المكدسة التي أصبحت لا تستوعب جديدا واجهها علي الفور بشجاعة بإجراء عملية جرد شاملة للتخلص من الكتب التي لا ولن تفتحها مثل كتب الطهي والكتب المدرسية والروايات التي لم تكن جذابة بالقدر الكافي لتنتهي من قراءتها، والكتب التي تحوي أفكارا لا تتفق معها ، والكتب التي لم تعد في حاجة لقراءتها مرة أخري ، والكتب التي تعلن مسبقا عن ضحالة محتواها ، والكتب التي تقرأ من عنوانها و.. احتفظ بالكتب التي ترتبط بها وحاول التخلص من المتبقي حتي المهدي إليك من أصحابها وتظل تشعر بالحرج لعدم الاحتفاظ بها .. انزع الإهداء وتخلص من الكتاب. حتي التذكارات العاطفية تغدو مع الزمن نوعا من الكراكيب الضاغطة مثل رسومات الطفولة وشهادات المراحل الأولي وتذكارات الخطوبة والزفاف وتلغرافات العزاء وكروت التهنئة بالعام الجديد .. إنك لا ترجع إليها وإن كنت تستعذب الشعور الدائم بوجودها .. لن يكون التخلص منها سهلا مرة واحدة لكن بالعودة إليها مرات ومرات سيتقلص عددها حتي تطبع قبلة وداع علي البطاقة الأخيرة التي مات صاحبها وشبع موت.. - الهدايا غير المرغوب فيها لها حساسية خاصة ، والنصيحة التخلص منها علي الفور فاحتفاظك بها يخفض من مستوي طاقتك في كل مرة تشاهدها فيها ، ولا تتصور أن مشكلتها ستنتهي بوضعها في مكان بعيد وإبرازها حين حضور صاحبها ، فعقلك الباطن سيظل علي وعي بها وبمكانها حتي ولو كانت تحت الأرض .. والنصيحة عند شراء هدية لشخص قريب أن تسأله عما يحتاج إليه بالفعل ، أو تحاول ملاحظة نوعية الأشياء التي يعجب بها. - حتي الأشياء الثقيلة لا تتورع عن التخلص منها كنوع من الكراكيب غير المستخدمة التي تحتل مساحة من المكان مثل التليفزيون المركون ، والبوفيه الضخم الذي تستثقل ظله ، والسيارة التي تستنزف دخلك في إصلاحها ، والبرافان القديم الذي يعوق مسيرتك كقاطع طريق كلما تحركت في حجرة المعيشة ، وفي مثل هذا القرار عليك الاستعانة بأبواب الإعلانات لبيع مثل هذه الأشياء. - علي قدر الإمكان تخلص من الكراكيب الموجودة في الممرات التي تعوق تدفق الطاقة عبر منزلك وتجعلك تلتوي بجسدك في المرور في رقص تعبيري مرغم عليه لا بطل مما يرهق أعصابك ويعوق نشاطك دون أن تدري ، لابد وأن يكون المدخل الرئيسي لبيتك خاليا تماما من الكراكيب ، فهو يجسد نظرتك إلي العالم وأنت تنظر خارجه ، وأيضا يجسد نظرتك إلي حياتك وأنت تنظر داخله. - أفضل وقت للتخلص من الكراكيب .. الآن .. في الليل أو في النهار .. قبل الإجازة أو بعدها .. عندما تشرق الشمس أو يهطل المطر .. لا تضع أعذارا لعدم البدء وابدأ من الآن الحرب ضد الكراكيب وحاول السيطرة عليها من الآن فصاعدا. - وعلي ذكر الكراكيب .. أنا بطني بتكركب .. خايفة من اللي جاي.. خايفة من الأرقام .. عيني علي عيني .. وعيني علي النشرة .. بين صحتي ومنظمة الصحة العالمية ، حبل سري ، خايفة عليه ينقطع لو ألف ألف ألف بعد الشر ، عطست أو جالي زكام .. مرعوبة لحد الموت من كركبة أصبحت تعلو علي النواصي تلالا ، وفي الدروب والأزقة سدت الملكوت.. وسببها .. لا مؤاخذة خنازير كانت بتاكلها ولما ذبحوها قعد لنا أكلها واقف لقمة في الزور ، والكيل طفح، وعينك ما تشوف إلا النور. - إذا كنت من مهاويس الشراء خطط لنفسك قاعدة جديدة وهي أنك إذا ما أحضرت شيئا جديدا إلي المنزل فعليك أن تخرج بدلا منه كركوبة. - منعا لكراكيب جديدة فكر جيدا قبل شراء أي شيء في أين ستضعه وفيم ستستخدمه ، ثم احذف كلمة مؤقتا من قاموسك ، ففي كل مرة تقول إنك ستضع أشياء في مكان مؤقت فذلك يعني دخولها في قوائم الكراكيب .. ضعها في مكانها الصحيح منذ البداية. - يعتبر التخلص من الكراكيب في جسدك تطورا طبيعيا للتخلص منها في منزلك ، ففي الوقت الذي تعوق فيه الكراكيب الخارجية تقدمك في حياتك، تمثل الداخلية مصدر التهديد لصحتك ، وللتخلص من كراكيب الرئتين كمثال قم بطرد السموم من داخلها وذلك بالتنفس عن طريق الأنف وليس الفم ، علي أن تلقي التحية علي كل صباح جديد بفتح الذراعين وأخذ نفس عميق وملء الرئتين بالهواء النقي ، وعن طريق الزفير تتخلص من الهواء الراكد ، وتذكر أن تتنفس أيضا وأنت تأكل ، وأفضل طريقة لمساعدة رئتيك رياضة المشي وتجنب مصادر التلوث والتدخين. - ومن أجل تصفية الذهن من الكراكيب توقف عن القلق والنم وإصدار الأحكام علي الآخرين ، وترديد الشائعات ، والشكوي والنواح وعقلية الندابة والرغي الدماغي ، حيث تدور في رأس الإنسان العادي حوالي 60 ألف فكرة يوميا ، وللأسف أن حوالي 95 % منها هي أفكار الأمس وأول الأمس إلي جانب وجود كركبة مؤثرات خارجية مثل الراديو والتليفزيون المفتوح علي الدوام علي سبيل الصحبة والاستئناس مما سيملأ ذهنك بكراكيب أفكار الآخرين.. أطلق عنان تفكيرك في اللاشيء للتخلص من ثرثرة لا قيمة لها تدور في عقلك باستمرار لتصبح قادرا ومستعدا للتفكير بذهن صاف كصفحة بيضاء من غير سوء في أشياء جديدة مبدعة. - لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد ، وعلي سبيل المثال عليك أن تأخذ رقم تليفون الصديق في الوقت نفسه الذي يعرضه فيه عليك ، وحاول أن ترد أي شيء استعرته ، وأن تفي بأي وعد وعدت ، فمثل هذه الأشياء تظل معلقة في ذهنك ولا تتخلص منها حتي تقوم بإنجازها ، وإذا كنت تدرك أنك لن تستطيع الوفاء بعهدك فمن الأفضل الاتصال بمن وعدته لتخبره بذلك بدلا من ترك الموقف معلقا كالسيف فوق رقبة ضميرك. - تخلص من العلاقات غير المريحة فاحتفاظك بها في حياتك يهبط بمستوي طاقتك بالتدريج ، ولا تلق بالا للدموع التي تتساقط من عينيك في عملية التخلص من الكراكيب العاطفية ، وستدهش من مدي السهولة التي ستكون ، وكأن الأشياء كانت تنتظر من نفسها أن تلقي بها في سلة المهملات لتخرج من حياتك للأبد ، وكأنك عندما تخليت عنها قد أزحت عن كاهلك تلك المشاعر المقيدة بداخلك وأصابتك بالإحباط والضيق ، واسأل نفسك إذا ما علت شهقات صدرك : هل سوف يعني هذا الأمر لي الكثير بعد عشرة أعوام من الآن ؟! عندها سوف تنظر نظرة مستقبلية مشرقة عندما ستكون الإجابة لا ! - كثيرا ما يصبح من كنت تعتقده يوما أهم شخص في حياتك عبئا عليك عندما يتحول كل منكما إلي طريق ، أو لعدم التوافق بينكما منذ البداية ، ويصبح كل للآخر بمثابة الكراكيب في حياته ، علي الرغم من أنه في بعض الأحيان لا يدرك تلك الحقيقة سوي واحد منكما . . الآن عليك الاختيار في أن تسقط الأوراق بالذبول التدريجي ، أو فلتقم بالمهمة الصعبة الباترة ، وقد يبدو الأمر مرعبا لا احتمال له ، لكنه التصرف الصحيح الذي يجب عليك القيام به ، وستكتشف أنه بجانب شعورك بالخوف من الإقدام يتولد بداخلك محازيا له شعور آخر بالإثارة تجاه الفرص الجديدة التي توشك أن تفتح نوافذها علي درب حياتك. و.. عندما نطلق سراح الأشياء التي لم نعد نحبها أو نستخدمها نسترد أجزاء من روحنا كانت مرتبطة بها وبذكرياتنا معها .. عندما نتحرر من إسارها تصبح طاقاتنا مركزة بدلا من التشتت في آلاف الاتجاهات العقيمة ، وبهذا يأتي الهدوء والسلام الداخلي .. و.. وداعا للكراكيب ويلا باي لزهرة مجففة بين صفحات كتاب لم أعد أذكر ملامح صاحبها ولا أوانها ولا عطرها ولا حتي حطيت كتابها فين !! بقلـــــم سناء البيسى ******************************************* حاأقولكم على سر .. أنا لما قرأت المقالة دى من فترة .. تخلصت فورا من كراكيبى .. وبعد أن أحتفظت بالمقالة فى أرشيفى .. وأخرجتها الأسبوع الماضى لمراجعتها وإعادة نشرها .. فقرأتها مرة ثانية طبعا .. ووجدت نفسى عند الأنتهاء من القراءة أتخلص من الكراكيب اللى أتكركبت فى الفترة القصيرة الماضية... واليوم وأنا نشرها عليكم قرأتها للمرة الثالثة للمراجعة الأخيرة .. أنتهيت منها دلوقت حالا .. علشان كده بأستأذنكم قبل النشر أن أتخلص من أى كراكيب جديدة أتكركبت .. أو كراكيب قديمة ناسيها أو متناسيها . وياريت لغاية مأأتخلص من كراكيبى وأرجعلك .. تكون أنت كمان أتخلصت من كراكيبك .. بشرط أن تكون كل الكراكيب .. الكراكيب اللى جواك .. والكراكيب اللى براك .. والكراكيب اللى حواليك . أختيار وتعليــــــــق صـــلاح إدريــــــــــس [/size] | |
|