صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: عاصم .. حمى الله لحمه . الجمعة يوليو 02, 2010 8:39 pm | |
|
عاصم ... حمى الله لحمه . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ رقم الموضوع :- ( 71 ) التاريــــــــخ :- الجمعة 2 يوليو 2010 أسم الموضوع :- عاصم .. حمى الله لحمه . أسم الكاتــــب :- صـــلاح إدريـــس التصنيـــــــــف :- دينــــــــــــــــــــــ ــــــــى المصــــــــــــدر :- * كتاب الأصابة فى تمييز الصحابة .. لحافظ بن حجر العسقلانى. * كتاب الروض الآنف للإمام السهيلي * كتاب أسد الغابة .. لأبن الأثير الجزرى . * الشبكة العنكبوتيـــة . ********************* أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. هاهى الجمع المباركة تتوالى .. وتتوالى معها سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وجميعها سير تشعرنا بضآلتنا .. وتخاذلنا .. وتقصيرنا الغير مبرر تجاه ديننا .. وإسلامنا .. نقرأ وندرس سير هؤلاء الصحابة رضى الله عنهم .. وكأننا نقرأ رواية .. أو قصة للتسلية .. وربما ننساها بعد قراءتها .. فى حين أن من واجبنا أن نقرأ ونقتدى .. نقرأ ونتشبه بهم .. نقرأ ونضعهم أمامنا دائما أمثلة ، وقدوة ، نقتاد بها .. نحسن بسيرهم إسلامنا .. فيرضى عنا سيد الخلق .. ولو حسن إسلامنا ياأخوان .. ستتحسن كل أمور حياتنا .. فى أحيان كثيرة نتناول واقعة واحدة محددة فى سير أحد هؤلاء العظماء .. وليس معنى هذا أنه ليس فى حياة هذا الصحابى أو ذاك غير هذه الواقعة .. لكننى فى مثل هذه الحالات أختار واقعة تكون كاملة التفاصيل .. ومن عدة جهات .. ووجهات نظر .. ودائما كما تكون هذه الواقعة دليلا وإرشادا لنا وللمسلمين لشخصية هذا الصحابى .؟. ومدى إيمانه .. وشجاعته .. وأستبساله فى سبيل الإسلام .. ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. ودائما ماتكون هذه الواقعة هى أشهر الوقائع فى حياة هذا الصحابى .. وصاحب سيرتنا اليوم هو صحابى جليل .. وبطل عظيم من أبطال الإسلام .. وكان له واقعة شهيرة ( يوم معركة أحد ) .. وقد تناولت كتب السيرة هذه الواقعة تحديدا .. وتناولوها من كل جوانبها .. وقد رأيت أن أسرد لكم ماجاء فى هذه الكتب المحتلفة .. عن هذه الواقعة ..وإن أجمعت كلها على تقوى وإيمان .. وشجاعة صاحب سيرتنا اليوم ... وهو القائل "اللهم إني احمي لدينك .. وادفع عنه .. فاحمي لحمي ، وعظمي ، لا تظفر بهما أحداً من أعداء الله ، الله إني حميت دينك أول النهار.. فأحمي جسدي أخره" ***** هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه .. من السابقين الأولين من الأنصار. رفض عاصم بن عمرو بكل عزة وإباء أن ينزل في جوار المشركين .. وأبى إلا قتالهم حتى تنفرد سالفته .. فعن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا .. وأمر عليهم عاصم بن ثابت .. فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة .. ذكروا لحي من هذيل وهم بنو لحيان .. فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام .. حتى لحقوهم وأحاطوا بهم وقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجل... فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك اللهم فأخبر عنا رسولك ... فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر. ***** جمع سيدنا عاصم بن عمرو بين العلم والجهاد فهو الذي جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر ، وأحد ، وقتل عدداً من المشركين .. وموقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة العقبة يدل على علمه بالحرب. وهو الذي قتل عقبة بن أبي معيط الأموي يوم بدر .. وقتل مسافع بن طلحة .. وأخاه كلاب .. كلاهما اشعره سهما فيأتي أمه سلافة ويقول : سمعت رجلا حين رماني يقول : خذها وانا ابن الأقلح .. فنذرت سلافة إن تمكنت من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر. ***** كان عاصم بن ثابت ممن أنعم الله عليهم بالعلم ، والفقه في دين الله .. وكان على راس الوفد الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم عضل ، والقارة ، ولكنهم غدروا بهم ... ويروي محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل ، والقارة .. فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاماً ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام ... فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً ستة من أصحابه .. وهم مرثد بن أبي مرثد العنوي ، وخالد بن البكير الليثي ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبد الله بن طارق رضي الله عنهم. ***** ويروي الحسين بن السائب فيقول : لما كانت ليلة العقبة .. أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : " كيف تقاتلون " فقام عاصم بن ثابت فأخذ القوس والنبل وقال : أي رسول الله .. إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك .. كان الرمي بالقسي .. فإذا دنا القوم تنالنا وتنالهم بالرماح حتى تتقصف .. فإذا تقصفت .. تركناها وأخذنا السيوف فكانت السلة والمجالدة بالسيوف .. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قاتل فليقاتل قتال عاصم " ***** قال ابن إسحاق : لما خرج عاصم مع القوم حتى غدا وكانوا على الرجيع ، ماء لهذيل بناحية الحجز من صور الهدأة غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلاً ، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأييهم السيوف .. قد غشوهم فأخذا أسيافهم ليقاتلوا القوم ... فقالوا لهم : إنا والله ما نريد قتلكم .. ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة .. ولكم عهد الله وميثاقه أن لا تقتلكم ... فأما مرثد وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، فقالوا : والله لا تقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً. ومن كلمات عاصم بن ثابت : ما علتي وأنا جلد نابل .. والقوي فيها وتر وعنابل تزلن صفحتها المعايل .. الموت حق الحياة باطل وكل ما حم الإله نازل .. بالمرء إليه آيل. إن لم أقاتلكم فامى هابل .. ***** وقتل يوم أحد من أصحاب ألوية المشركين: مسافعاً ، والحارث ... فنذرت أمهما سلافة بنت سعد أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر ، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة ، فقدم ناس من بني هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم ، فوجه عاصماً في جماعة ، فقال لهم المشركون : استأسروا فإنا لا نريد قتلكم .. وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمنا ً، فقال عاصم : لا أقبل جوار مشرك ، فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله ، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه ، فقال : اللهم إني حميت دينك أول النهار .. فاحم لي لحمي آخره ، فجرح رجلين وقتل واحداً ، فقتلوه وأرادوا أن يحتزوا رأسه ، فبعث الله الدبر فحمته ، ثم بعث الله سيلاً في الليل فحمله ، وذلك يوم الرجيع... ولما قتله المشركون أرادوا رأسه ليبيعوه لسلافة بنت سعد ، وكانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد ، فجاءت النحل فمنعته ، فقالوا : دعوه حتى يمسي فنأخذه ... فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً ، وكان عاهد الله أن لا يمس مشركاً .. ولا يمسه مشرك ، فمنعه الله في مماته كما منع في حياته .. يقول صاحب فرسان النهار تذكر عاصم نذر سلاقة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول "اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحداً من أعداء الله ، الله إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي أخره" وكانت وفاته في غزوة الرجيع العام الرابع الهجري. ************************** كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته :" يحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك .. ولا يمس مشركاً أبداً في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته" ***** أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. إنما استجاب الله له في حماية لحم عاصم بن ثابت من المشركين ولم يمنعهم من قتله ، لما أراد من إكرامه بالشهادة ، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته بقطع لحمه. عناية الرحمن تعصم عاصماً عن أن ينال براحة .. أو أضبع بالسيل الدير من أعدائه.. في مصرع أكرم به من مصرع.. وما أكرم مكانته .. فى جنة الرحمن مع الشهداء والصديقين .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم .. وصحابته وهم خيرة رجال الإسلام .. وقوته .. ومنهجه .. ورسالته .. فأنعم ياعاصم فى جنة الرحمن .. فكما رعى القادر سبحانه لحمك وحفظه .. فى الدنيا .. فهو المكافىْ .. الرحمن .. البار .. ووضعك فى مكانة مرموقة .. وروضه من رياض الجنة .. اللهم يارحمن .. يارحيم .. يابار .. أن تكرمنا كما كرمته .. وتبارك فى خطواتنا كما باركت فى خطواته .. وأن تجعل حياتنا كما تحب وترضى .. ولا تجعلها غير ذلك ... فمنيتنا أن ننال درجة عاصم بن ثابت .. ولن ننالها إلا برضاؤك عنا .. فأرض عنا .. وأجعل أعمالنا فى الدنيا هى سبيلنا لرضاؤك .. وإلى موعدنا فى الجمعة القادمة .. إنشاء الله إن أطال الله فى أعمارنا .. فأنتظرونى . بقلـــــــم صـــلاح إدريـــــــس ***************
| |
|