صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: صفوان بن المعطل .. المتهم بالإفك !! الجمعة أبريل 23, 2010 12:56 am | |
| [size=12]** ** صفوان بن المعطل .. المتهم يالإفك !! . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم الموضوع :- ( 50 ) التاريــــــــخ :- الجمعة 23 أبريل 2010 أسم الموضوع :- صفوان بن المعطل .. المتهم بالإفك !! أسم الكاتــــب :- صــلاح إدريــــس التصنيـــــــــف :- ديــنى . المصــــــــــــدر :- * تاريخ الطبرى . * المسند للإمام أحمــد . * أسباب النزول للسيوطى . * الأشارات للفخر الرازى . * الشبكة العنكبوتية . ****************************************** أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. كما تعودنا وتعاهدنا على الخير نلتقى فى كل جمعة مباركة .. لنتعطر بسيرة من سير العظماء صحابة العظيم الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم .. وسيرتنا اليوم تختلف بعض الشىء .. ففى السير السابقة كانت شهرة أصحابها من هؤلاء الأجلاء .. تعود إلى قوة إيمانهم ... وشجاعتهم فى الدفاع عن الإسلام .. وعن محمد صلى الله عليه وسلم .. وتسابقهم فى مرضاة الله ورسوله للفوز بالجنة التى وعدوا بها .. والنجاة من النار .. ورغم أن صاحب سيرتنا اليوم لايقل أبدا عنهم فيما ذكرت .. ولكن شهرته كانت بسبب شائعة تحدثت عنها كتب السلف الصالح بأسم ( حادثة الإفك ) .. والإفك هو الكلام الغير صحيح .. أو الكلام المراد به سوءا .. أو الخادع من القول .. أو الكلام المزور .. المختلق زورا وبهتانا .. و ( حادثة الإفك ) هذه تتحدث عن السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما .. وهى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقد أتهمها بعض المسلمين أنها تلاقت وأختلت بصفوان بن المعطل فى غفلة من القوم .. وقضت ليلتها معه .. والذي تحدث بان صفوان أختلى بعائشة هو حسان بن ثابت .. وحمنة بنت جحش أخت زوج محمد زينب بنت جحش .. ومسطح اقرب أقارب عائشة .. وكان أبو بكر يرعاه .. و ينفق عليه .. *** ومن بركات تلك الواقعة نزول اكثر من اثنتي عشرة آية من سورة النور في براءة عائشة أم المؤمنين!! (( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .. وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ .. مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ... لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .. وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا.. )) ( النور11-21) ***** إن سيرتنا اليوم عن صفوان بن المعطل .. ولكن لأن سيرته كسبت شهرتها بواقعة ( حادثة الإفك ) فقد كان من الطبيعى أن نتحدث أيضا عن أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر .. هو صفوان بن المعطل بن رُبيعة السلمي الذكواني وكنيته أبو عمـرو .. وهو قديم الإسلام ... شهد الخندق ، وما بعدها من حروب المسلمين .. وكان يكون على ساقة العسكر ... يلتقط ما يسقط من متاع المسلمين حتى يأتيهم به.... ولذلك تخلف في هذا الحديث الذي قال فيه أهل الإفك ما قالوا ... وقد روي في تخلفه سبب آخر وهو أنه كان ثقيل النوم لا يستيقظ ... و أصل قصة الأفك وماقالوه أهله وتجنوا به فى حق السيدة عائشة وحق صفوان بن المعطل ...أنه في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ... لما فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك توجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة .. نزل منزلا بالبادية ، فبات به بعض الليل ، ثم أذن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس .. وخرجت السيدة عائشة رضي الله عنها لبعض حاجاتها ( لقضاء حاجتها ) وفي عنقها عقد ، فلما فرغت أنسل العقد من رقبتها ، فلما رجعت الى الرحل ( مكان القافلة ) .. ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده .. فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ... وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أنها فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ، ولا مجيب ، قد انطلق الناس ... فتلففت بجلبابها ، ثم اضطجعت في مكانها ، وعرفت أن لو قد افتقدت .. لرُجع إليها ... فمر بها صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس .. فرأى سوادها فأقبل حتى وقف عليها ، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب ، فلما رآها قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما خلفك يرحمك الله ؟ فما كلمته ثم قرب البعير فقال : اركبي.. واستأخر عنها ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس ، فتكلم أهل الإفك وجهلوا ... فقد قال أهل الإفك لما رأوا السيدة عائشة على ناقة صفوان وهو يسوقها عائدة للراحلة .. أن عائشة قضت ليلتها مع صفوان .. رضى الله عنهما . * في كتاب الإشارات للفخر الرازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام وقت أنتشار الحديث بالإفك ... كان أكثر أوقاته في البيت ...فدخل عليه عمر بةن الخطاب رضى الله عنه .. فاستشاره النبي صلى الله عليه وسلم .. في تلك الواقعة فقال يا رسول الله أنا أقطع بكذب المنافقين .. وأخذت براءة عائشة رضى الله عنها من الذباب .. لان الذباب لا يقرب بدنك فإذا كان الله تعالى صان بدنك أن يخالطه الذباب .. لمخالطته القاذورات .. فكيف أهلك ؟؟ ودخل عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه فاستشاره فقال عثمان : يا رسول الله أخذت براءة عائشة رضى الله عنها من ظلك ... أنى رأيت الله تعالى صان ظلك أن يقع على الأرض .. أي لأن ظل شخصه الشريف كان لا يظهر في شمس .. ولا قمر لئلا يوطأ بالأقدام ... فإذا صان الله ظلك فكيف بأهلك ... وقد أشار الإمام السبكي رحمه الله في تائيته بقوله لقد نزه الرحمن ظلك أن يرى ... ودخل علىّ بن أبى طالب كرم الله وجهه .. على النبي صلى الله عليه وسلم فاستشاره فقال علىّ كرم الله وجهه .. أخذت براءة عائشة من شئ هو أنا صلينا خلفك وأنت تصلي بنعليك لطهارتهما .. ثم انك خلعت إحدى نعليك فقلنا ليكون ذلك سنة لنا .. قلت لا إن جبريل عليه السلام أخبرني أن في إحدى نعلي نجاسة ؛ فإذا كان لا تكون النجاسة بنعليك .. فكيف تكون بأهلك ... فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. لقد أستشار النبي في أفك عائشة كل من حوله إلا جبريل.... أدلى الصحابة كلهم بدلوهم وما أحلى ما قالوا .. وما أحلى ما أدلوا به !!! لكن جبريل عليه السلام ألتزم الصمت فى هذه الواقعة ؟ و لماذا عندما شم في نعل محمد صلى اللله عليه وسلم أثر للقاذورات نبهه أن يخلع إحدى نعليه في الصلاة !! ... وحبس النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في الدار.... ظل محمد لا يقع على الأرض لا في شمس ولا قمر .. نوره أقوى من نور الشمس ؛ والذباب لا يتجرأ أن يلامس جسد محمد صلى الله عليه وسلم !! فرح محمد بهذا الكلام وانفرجت أساريره ... و لكن ماكان جبريل لينطق لأنه يعلم أن رب العزة سيقول كلمته .. ولا كلام بعده سبحانه .. ونزلت براءة عائشة من اللوح المحفوظ... يا حبيبي يا رسول الله ويا حلاوتكم يا أصحاب وأحباب رسول الله!! وهنيئا لأم المسلمين المؤمنين تلك المنزلة الرفيعة .. فقد نزلت لهذه الواقعة أثنتى عشر آية من سورة النور بكتاب الله الكريم .. | **************************** كان صفوان رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن صالحي أصحابه ، وقد أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك ، فقد قام صلى الله عليه وسلم فحمد الله .. وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد : أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق ، والله ما علمت عليهم إلا خيرا ، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا ، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي " يعني صفوان بن المعطل رضي الله عنه.... وتلي عليهم ما انزل الله من قران .. ثم أمر بمسطح .. وحسان بن ثابت ..وحمنة بنت جحش .. وكانوا ممن افصح بالفاحشة فجلدوا. *** ولغضب صفوان بن المعطل الشديد فقد أعترض حسان بن ثابت رضي الله عنهما بالسيف .. حين بلغه ما كان يقول فيه .. وقد كان حسان رضي الله عنه قال شعرا يعرض بابن المعطل رضي الله عنه فيه وبمن أسلم من العرب من مضر .. فغضب صفوان رضي الله عنه .. وحلف لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان رضي الله عنه ضربة بالسيف ... وبالفعل بعد نزول البراءة ، وقف له ليلة فضربه ضربة كشط جلدة رأسه ... فوثب ثابت بن قيس بن الشماس على صفوان بن المعطل رضي الله عنهما ، فجمع يديه إلى عنقه بحبل ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج ، فلقيه عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، فقال : ما هذا ؟ قال ثابت بن قيس رضي الله عنه : ما أعجبك ضرب حسان بالسيف .. والله ما أراه إلا قد قتله.. .قال له عبد الله بن رواحة رضي الله عنه : هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء مما صنعت ؟ قال ثابت بن قيس رضي الله عنه : لا والله قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه : لقد اجترأت ، أطلق الرجل ... فأطلقه ... ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أين ابن المعطل ؟ " فقام إليه فقال رضي الله عنه : ها أنا يا رسول الله ... فقال صلى الله عليه وسلم : " ما دعاك إلى ما صنعت ".. فقال صفوان رضي الله عنه : يا رسول الله ، آذاني وكثر علي ، ثم لم يرض حتى عرض في الهجاء ، فاحتملني الغضب ، وهذا أنا ، فما كان علي من حق فخذني به ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادع لي حسان " فأتي به فقال صلى الله عليه وسلم : " يا حسان أتشوهت على قوم أن هداهم اللـه للإسلام ؟ أحسن فيما أصابك " فقال حسان رضي الله عنه : هي لك يا رسـول اللـه .. فأعطاه رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم جاريته مقابل ضربة صفوان بن المعطل رضي الله عنه له ... وهذه الجارية اسمها سيرين بنت شمعون .. أخت مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم ... وهي أم عبد الرحمن بن حسان الشاعر ، وكان عبد الرحمن يفخر بأنه ابن خالة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. **************************************************** ويقال أن صفوان بن مطعون استشهد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معركة أرمينية عام ( 19 هـ ) ، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سميساط على شاطيء الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم ، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية رضي الله عنه ، فاندقت ساقه ، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة 58 هـجرية***********************************ومن الأقوال والآيات التى نزلت عن حادثة الإفك ... أن قال أبو بكر رضى الله عنه : ما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل علىّ والله ما قيل لنا هذا في جاهلية حيث لا يعبد الله ... فيقال لنا في الإسلام ... وأقبل على عائشة مغضبا فأخذ رسول الله ما كان يأخذه عند نزول الوحي .. أي من شدة الكرب ونزلت الآيات....وروى عن انس بن مالك قال : من سب أبا بكر جلد ... ومن سب عائشة قتل فقيل لماذا ؟ قال من رماها فقد خالف القران لأنه جاء في القران (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) (النور26) وقوله سحانه وتعالى (( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )) (النور 16) فمن عاد لمثله فقد خرج من الإيمان إلى الكفر (( يعظكم أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )) (النور 17 ) ..رحم الله عائشة بنت أبى بكر .. أم المؤمنين ... ورحم الله صفوان بن المعطل .. رضى الله عنهم أجمعين .. اللهم يارافع الظلم .. أرفع أى ظلم عنا كما رفعته عن عائشة وصفوان .. وأحشرنا فى زمرتهم ... زمرة المرضى عنهم وهم صحبة منيرة ينعمون برفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنات النعيم .. اللهم آمين .وعلى الخير نلتقى دائما بإذن الله .. فأنتظرونى ..بقلــــم صــلاح إدريـــس .. [/size] | |
|