أحنا .. ولا .. الكلاب !ّ!

أحنــا ... ولا.. الكلاب !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رقم الموضوع :- ( 49 )
التاريــــــــخ :- الثلاثاء 20 أبريل 2010
أسم الموضوع :- أحنا .. ولا ... الكلاب !!
أسم الكاتــــب :- صلاح إدريــس
التصنيـــــــــف :- مقال صحفى

******************

فى بلداننا الغالية بمجرد مايعض كلب أى أنسان ... يجرى المعضوض المسكين على المستشفى .. ويتنطر الدكتور من الخضة .. ويجهز إبرته اللى عاملة زى الصاروخ الأرض جو .. ويعطى المعضوض 21 إبرة ... بمعدل إبرة كل يوم .. وفين ؟ فى بطنة .. والحقيقة أنا مش عارف أشمعنى بطنه يعنى !! لكن السبب من الإبر معروف وهو علشان المعضوض لايصاب بمرض الكلب ... لكن فى الناحية التانية من العالم عند الوجوه الحمراء .. والشعر الأصفر فالعكس هو الصحيح ... فهم هناك يعطون الكلب واحد وعشرون إبرة .. وفى بطنه برضه !! بس علشان العاضض اللى هو الكلب - لامؤاخذة - لا يصاب بمرض الإنسان ... غريبة مش كده !! لكن لو عرف السبب بطل العجب !!
الكلب عارفينه طول عمرنا وفى لصاحبه .. لابيكذب عليه .. ولا بينافقه .. لكن الأنسان ممكن يكون صديقك فى العلن ... وعدوك فى السر ... يظهر لك الوفاء لسنين طويلة .. ولكن مخبى سكينة حامية وراء ظهره ... ومستنى أى فرصة علشان يغرسها فى ظهرك !! علشان كده لو عضيته أو عضك لازم تاخدوا الــ 21 إبرة علشان ماتعدوش بعض بأمراضكم الأنسانية المعدية !! أما الكلب فهو حارس أمين ... يحرس ماتأتمنه عليه ... ويدافع عنه بحياته ودون تفكير ... لكن صاحبك الأنسان لو أأتمنته على مصنع مثلا .. أو شركة .. أو حتى دكان أو كشك خردوات .. أول حاجة يعملها أنه يسرقك ..
وفى الأول يسرقك شوية شوية .. وإن لقاك لسه مآمنه ومش واخد خوانه .. يسرق بالجملة .. بحيث ياخذ هو 75 % .. وأنت صاحب المال تاخد الــ 25 % الباقية .. وبعد مايسلمك نصيبك المسروق يطلب منك مرتبه أو نصيبه فى المبلغ .. والغريبة أنه بيعمل كل ده بدون خشى أو كسوف .. وزى مابيقولوا بعين قوية ... ولو لقاك لسه عبيط .. ومش حاسس بإنه بيسرقك .. وفى لحظة صفا يمضيك على ورق على أنه طلبات مثلا أو أى حاجة .. والحقيقة هو بيمضيك على بيع المصنع .. أو الشركة .. أو الكشك ... وياسلام لو توفيت أنت .. وأصبح ورثتك من الأيتام هم أصحاب المال .. بكده فتحت له مغارة على بابا .. وأتسهلت الأمور معاه على الآخر .. وبقى أسهل له سرقة اليتامى .. ورميهم فى الشارع بكل سهولة .. وقسوة قلب ... لكن الكلب معروف إنه وفى جدا .. تضربه .. يرجع لك وهو بيهز ذيله ومش طالب غير رضاك .. ولو صرخت فيه وزجرته ... يسمع كلامك فورا ويجرى عليك ويطلب منك الصفح والمغفرة .. أما الوفاء عند الأنسان فنادر جدا .. حتى بين الأزواج أحيانا ، فقد يمضى الرجل مع زوجته سنين طويلة ... ثم لأسباب واهية وسخيفة يتطلقان ... فينقطع كل مابينهما من حب ومودة .. وكأنهما مايعرفوش بعض خالص .. مش بس كده .. دول بيعادوا بعض عداءا شديدا ... ويسعى كل واحد منهما أن يغرق التانى بمشاكل حياتية لها أول وليس لها آخر .... لكن الكلب لأ .. فجزاؤه على وفائه أن يحتمل جسمه الألم .. وخز الأبر علشان لايصاب بعدوى قلة الأصل .. والكلب لايفارق أهله أو أصحابه سواء كانوا أغنياء .. ساكنين فى قصر أو فى كوخ .. ممكن يجوع ويتعرى .. ولكنه أبدا لايترك أهله وأصحابه .. أما الأنسان فتجده يجرى وراء هذه المائدة أو تلك ... ثم يجد مائدة أكبر فيجرى خلفها .. والكلب وفى لخليلته لا يفارقها أبدا إلا إذا طلبت هى ذلك .. لكن الأنسان عندما يتغنى والفلوس تجرى فى إيده تلاقيه أول حاجة يفكر فيها إنه يغير مراته اللى قضت معاه عمرها كله على المرة قبل الحلوة .. ويبدأ يفكر فى واحدة تانية إما أحلى وأصغر من شريكة عمره .. أو أغنى منها .. والحال قد لايختلف عند بعض النساء أيضا ..

الكلب المسعور ياجماعة الخير .. أتسعر لأن الانسان مسعور اكثر منه .. ولو عاش الكلب قرنا من الزمان فلا يمكن ان يتسعر إلا اذا رأى غش الانسان .. ومكره .. وقلة حيائه .. علشان كده اخترعوا للكلب قلوبا حنونة من بني الانسان لكي تد لله وتنصفه .. قبل أن يتحول الى ذئب مفترس ..
عزيزي القارىء .. إياك ان تعض كلبا .. فقد تنقل اليه من خلال لعابك كل الجراثيم التي تجعله من فصيلة الانسان .. وبكده تبقى جنيت عليه .. وبصراحة يبقى حرام عليك لأنك حاتحرمه وتحرمنا من وفاء حقيقى عند الكلاب .. وحاتحرمنا أحنا من التمنى دائما أن نكون زى الكلاب فى وفائهم ..
بقلــــم
صـــلاح إدريــــس

* نشرت فى عمودى الأسبوعى (بالبلدى الفصيح )
عدد السبت 20 مارس 2010