صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: شيئا آخر يلبسنــا !! الأربعاء أبريل 07, 2010 12:42 am | |
| [size=24] [size=25][b][b][size=25]رقم المقالة :- ( 45 ) التاريـــــــــخ :- الثلاثاء 6 إبريل 2010 أسم المقالة :- شيئا آخر يلبسنا أسم الكاتب :- ماجدولين الرفاعــى . التصنيـــــف :- نثـــر المصــــــــدر :- جريدة ( صوت الوطن ) – تصدر فى أمريكا
التعريف بالكاتب :
ماجدولين الرفاعي
كاتبة و صحفية سورية .. رئيسة تحرير تنفيذية لجريدة الصوت .. صاحبة ومديرة دار تالة للنشر والتوزيع.. ورئيسة تحرير مجلة ثقافة بلا حدود الألكترونية .. وتكتب فى العديد من الصحف العربية والمواقع الالكترونية .. وترجمت بعض أعمالها إلى اللغات الايطالية والانكليزية والفرنسية..
هى إذا كاتبة كبيرة ضمن آلاف الكتاب المجهولين – للأسف – فى عالمنا العربى ... رغم ماتخطه أقلامهم من إبداع .. وبرغم مايملء عقولهم من فكر ورأى ورؤية ..
هيا بنا نطالع أحد الأعمال الأدبية لهذه الكاتبة السورية الشابة ماجدولبن الرفاعى .. وقد أعجبنى جدا مقالها أو نثرها الجميل الذى سيسعدكم .. ويمتعكم ... كما أسعدنى .. وأمتعنى
*****************************************
( شيئا آخر يلبسنـــــــا )
لماجدولين الرفاعـــــــى
مازلتُ أحنُّ إلىرائحة حنانك الممتزجة بعطر أسطوريٍّ ، يأسرني ، يرفعني نجما ، يلقيني في أحداق الشمسغماماً من نور وضياءً.. أهطل مطرا من بللور وزمرد .. أهطل عطراً وحكايا ، أغرقهاالمطر في ليل كان رسولَ سلامٍ لمباهج صدفتنا.. نرقصُ تحت سماءٍ من رحمة ، رسمت وعداً بالطبشور فوق أرصفة الفقراء واليتامى ، أهطلُ حزناً ، أهطلُ فرحا ً، أهطل عتباً.. وشظايا خيبات الأمس تلاحق أفراحي ، أغلقُ بابا ً، افتح باباً ، أهرب من كسرى الواقف مع حرّاسه في خندق هزائمن ا،يعلن أنا خنا العهدَ ، وصار لزاما أن نرحلَ ، أهاجر ُ صوبك .. صوبَ مدنك المرصوفةخزفا.. أفتّش عن وجهك بين الأقمار ، بين النسّاك ، بين الأبرار.. أقطفُ عنباً أسودَمن كرمة أيام بيض ، كي نشربَ نخب محبتّنا ، ألقي في اليّم همومي ، فأصير فراشةَ صيفتغدو حمراء ، زرقاء َ، صفراء َ، في ضوء قناديل الحيِّ ، وأطير أطير ُ، أسابقُ رفَّحمامٍ يعلو برجَ مدينتا ، ويقيم قدّاس نهايتنا ، ويوزّع قرباناً وكؤوساً من مطرٍنشربها ، نخب سلامٍ لن يحصل...اسكب حزني في أنهار تنبع من بين أصابع نيسان، وتصير بحاراً فيتشرين ، فتسقي وجدانَ الأيام.. احمِ ارقي من شيطان الفكر ووسوسة الأحلام ، احمِ شجني من شيطانٍ لبسَ عباءةَ سلطان..
كنْ لي بيتاً.. سنداً.. صدراً.. عمراً.. ورسولَسلامٍ مابين كفري وإيماني .. إيماني ببقايا أشرعة في البحر مازالت تصارعُ عاصفةَالنوّ في منتصف كانون...
كنْ لي جسراً كي أعبرَ نحو الأمس ، فالقي بوصلتي ومرساتيْ فما عادالسفرُ بين الكحل وريف العين يغريني، وماعدت أناجي طيفاً غاد ر منذ زمنٍ شطاني ، صار سراباً.. صار يباباً .. وبقايا حطبٍ يشتع ل في مدفأة الجيران ..
فلتعلم يارجلَالأمس أني ملكةٌ أطاولُ في حزمي زنوبيا..
فلتعلم يارجلَ الأمس أني ربيبةُبلقيس ، ونقائي موروث من سومر.. أنا لستُ بشاعرةٍ ، ويكفيني فخرا ً أني امرأة عربية... ارحل أنت امضي غرباً... امضي شرقا ً... ابحث عن عُلَبٍ من صبري دفنت في صحراءالنسيان
هذا آخر شتاءٍ يلبسنا... يغسلنا.. يمحو آثار أصابعنا المنقعوعة فيشريان الزمن الأغبر.. فلتعبر يارجلَ الأمسِ نحو ضفاف الخيبة والشجن ، واترك لي دفة عمري ، كي أتوجه نحو المعبر نحو الشمس... نحو الفجر.. نحو أكاليل الغار..
هذاآخر شتاء يلبسنا من قمة حلم حتى أخمص خيبتنا، فاتركني أعبر َ قدر ي، وأمارسَ فنَّالحرية ، نذرٌ.. سأجوبٌ دمشقَ حافيةً.. ألبسُ ثوباً بدوياً.. أقطفُ ورداً جورياً.. أكتب شعراً.. أصرخ فرحاً.. وأدق جدارَ الصمت الأحمق ، معلنةً فجر الحرية ، أبنيأقواسَ النصر من أطلال الأمس ، وأعمدة اليأس المبنية فوق رمال زائفة ، فأنا قبل الثورة كنت امرأةً عادية.. تجلسُ في شرفات القصر ، وتعدُّ أساورها الذهبية.. لم تدركأنها بضع امرأة يسمونها بالعربية (سبيّة)
هذا شتاء آخر يلبسنا ، فاغسل نفسكَ... طهّر قلبكَ.. اطرق باب الأنسوباب الجان، وابحث عن حلِّ سحريِّ كي يجعلَ في قلبك نبضاً.
هذا شتاء آخرَيلبسنا ، يغسلنا مثل دروب منسيةٍ ، فابحث عن اسمك بين سطور الأمس سطور الغد والحاضر.. كن فعلاً مبنّياً .. كن حاضراً .. كن كما كنتَ يوماً رفيقاً ، صديقاً .. حبيبا ، وجزءامن قلبي.. كنْ فارساً ، واغرز خنجرك في قلب الماضي..
ارسمني قلبا فوق جدار الحب ، اكتبني سّراًأو علناً ، اكتبني معلّقةً جذلى ، وانشرها حول حدائق غربتنا.. هذا شتاءٌ آخرُ يلبسناً.. حباً.. عشقاً.. صدقاً.. وعداً.. كن لي بيتا، أو فأرحل. *************************************** أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
علكم تشاركوننى الرأى الآن فى أن عالمنا العربى ملىء بأنفس وأندر المواهب والكفاءات الأدبية والثقافية ( والقادم أكثر وأحسن بإذن الله ).. فها هى ماجدولين الرفاعى تطل علينا بنص نثرى ..هو أقرب للشعر منه للنثر .. لما يحتوية من ألفاظ وكنايات وتشبيهات لايجود بها إلا قريحة كبار الشعراء .. وأـستطاعت توصيل رسالتها العذبة بسهولة ويسر وجمال ..
وسنلتقى على الخير دائما بإذن الله .. فأنتظرونى
تعليق وأختيـــــار صــلاح إدريــس [/size][/size][/b][/b][/size] | |
|