صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: عكرمة .. المبايع على الموت . الجمعة أبريل 02, 2010 3:23 am | |
| عكرمة .. المبايع على الموت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رقم الموضوع :- ( 43 ) التاريــــــــخ :- الجمعة 2 إريل 2010 أسم الموضوع :- عكرمة .. المبايع على الموت أسم الكاتــــب :- صــلاح إدريـــس التصنيـــــــــف :- دينــى المصــــــــــــدر :- * سير أعلام النبلاء للذهبي * كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير . * كتاب السيرة النبوية .. لأبن أسحق . * الشبكة العنكبوتية *************** أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. هانحن على الخير .. والوعد نلتقى كعادتنا فى كل جمعة مباركة .. واللهم أجعل لقاؤنا على الخير دائما .. وفيما تحبه .. ويحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وعلى مايحببك فينا .. ويقربنا اليك .. ويجعل منزلتنا عندك كمنزلة هؤلاء العظماء الذين نتسامر حولهم .. ونقتاد بهم .. ونتدارسهم .. كل جمعة .. إنك مجيب الدعاء .. ياأرحم الراحمين .. سيرتنا اليوم عن إبن واحد من أكثر أعداء محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين سيرتنا عن عكرمة بن أبى جهل الذى نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة ... لقد كان أبو جهل والد عكرمة جبار مكة الأكبر وزعيم الشرك الأول وصاحب النكال الذي امتحن الله ببطشه إيمان المؤمنين فثبتوا واختبر بكيده صدق المؤمنين فصدقوا إنه أبو جهل وكفى. لما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر وأقسم باللات والعزى ألا يعود إلى مكة إلا إذا نزل ببدر فيقيم عليها ثلاثاً ينحر الجذور ويشرب الخمور وتعزف له القيان بالمعازف ، فكانت المعركة .. فقاد أبو جهل هذه المعركة وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها ولكن اللات والعزى لم يلبيا نداء أبي جهل لأنهما لايسمعان ... ولم ينصراه في معركته لأنهما عاجزان ، فخر أبو جهل صريعاً دون بدر .. ورآه ابنه عكرمة بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة انفرجت عنها شفتاه... عاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جثة سيد قريش في بدر فقد أعجزته الهزيمة عن أن يظفر بها ليدفنها في مكة وأرغمه الفرار على تركها للمسلمين فألقوها في القليب ( بئر ألقيت فيها جثث المشركين من قتلى بدر) مع العشرات من قتلى المشركين وأهالوا عليها الرمال.. وبعد أن ألقى المسلمون قتلة المشركين في القليب ناداهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يا أبو جهل ابن هشام ... ياعتبة بن ربيعة ... ياشيبة ابن ربيعة ... ياعقبة ابن أبى معيط ...يانضر بن الحارث ... وبدأ يسميهم واحدا واحدا وقال لهم : هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا فإنى وجدت ماوعدنى ربى حقا.. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه واقفا بجوار النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله كيف يسمعوك وقد جيفو ا؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ياعمر ما أنت بأسمع لى منهم (أى هم يسمعونى أحسن منك ولكن لا يجيبون ).. تلك كانت مقدمة لنشأة عكرمة التى يملؤها الحقد ..والبغضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهيا بنا نقف على تفاصل سيرته .. لنعرف إلى متى أستمر فى عداؤه لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عكرمة بن أبي جهل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هو عكرمة بن عمرو هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ويكنى بأبي عثمان، وأمه هي أم مجالد إحدى نساء بني هلال بن عامر وأبوه (أبي جهل) عمرو بن هشام وكنيته أبو الحكم والذي كناه بأبي جهل عمه الوليد بن المغيرة وذلك لكثرة غضبه واشتهر بهذه الكنية، ونسي اسمه وكنيته بين الناس وأصبح لايعرف إلا بأبي جهل.
كان يضع المصحف على وجهه ويقول : ((تاب ربي كتاب ربى ) وهو القائل : يا رسول الله ، والله لا أترك مقاما قمته لأصد عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيله، ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد عن سبيل الله ؛ إلا أنفقت مثلها في سبيل الله ) ترى من هذا العظيم الذي تنطلق من قلبه هذه المعاني فتغير وجه الحياة ؟ إنها معاني الإيمان الصادق ، والإحساس العميق بحلاوة طالما افتقدها ، ولذة قلما أحسها في عمره السابق قبل أن ينطق بشهادة الحق ، أمام رسول الصدق محمد صلى الله عليه وسلم. إنه عكرمة...نعم.. عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة واسم أبي جهل عمرو وكنيته أبو الحكم وإنما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون كنوه أبا جهل فبقي عليه ونسي اسمه وكنيته.. ولا تذهب بذهنك بعيدا تفكر في مواقف أبيه وشدة عداوته للرسول والمسلمين ، فقد كان هو أيضا مع أبيه في كل ذلك؛ ولكنها رحمة الله ينزلها على من يشاء من خلقه، فتكون للولد دون أبيه وللأخ دون أخيه. ولنقترب قليلا منه ، وعمره تسع وأربعون سنة يسير مع أبيه ، أين يقصدان ؟ إنهما ومعهما جموع قريش يقصدون يثرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليستأصلوا شأفة هذا الدين ويقضوا على أهله ، ويقاتل عكرمة دفاعا عن الباطل قتالا مريرا ، ولكنه ما يلبث أن يعود ؛ تاركا أباه جثة هامدة وسط م ن قتل من صناديد الكفر يومئذ ( يوم بدر (. ويتكرر المشهد مرة أخرى ونراه عائدا إلى المدينة مرة أخرى يوم أحد ، فلئن كان يوم بدر يقاتل مع أهله وعشيرته بدافع الحمية ؛ فهو اليوم يقاتل مستهدفا الثأر لأبيه ، ونراه أشد بأسا ، وأكثر حمية ، وأسرع اندفاعا ، وإن كان بالأمس جنديا فهو اليوم قائدا ... ولنقترب أكثر من مشهد الحرب الضروس الدائرة بين أنصار الحق وجيش الباطل ؛ ( قال عبد الله بن عمار الخطمي : أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم ... فجعل يصيح يا معشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة إن كان محمد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم فنهض إليه نفر من الأنصار .. فجعل يحمل بمن معه من المسلمين وقد وقفت له كتيبة خشناء فيه ا رؤساؤهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب ... فجعلو ا يناوشونهم وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه .. فأنفذه .. فوقع ميتا وقتل من كان معه من الأنصار فيقال إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين يومئذ .. وقتل عكرمة في هذه الـــغـــــــــــزوة عبد الله بن جبير رضي الله عنه.. وتمر السنون ويخرج عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة إلى الحديبية ( فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على جند فهزمهم حتى أدخلهم حيطان مكة ثم عاد ... <TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0> <TR style="HEIGHT: 295.35pt; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"> <td style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; HEIGHT: 295.35pt; BACKGROUND-COLOR: transparent"> ونصل فى سيرتنا إلى السنة الثامنة من الهجرة .. والجموع الكبيرة تتجه لفتح أعظم البلدان ( مكة ) ويقترب موكب النور من المدينة العظيمة ( أم القرى ( وتلتقي الوجوه المضيئة وجوه المؤمنين العائدين ؛ تلتقي مع من آذاها ، وعذبها وأخرجها من الديار ، ويعفو رسول الله ، ويؤمّن الناس جميعا ، ( إلا أربعة أنفس منهم عكرمة بن أبي جهل ، ويأمر بقتلهم وإن وجدو متعلقين بأستار الكعبة... فهرب عكرمة إلى اليمن... أما آن للشيخ أن يبلغ رشده ، إن له من العمر خمسًا وخمسين سنة ؛ لعله بحاجة إلى موقف عملي يجلي عن قلبه غشاوة الكفر ، وصدأ الجاهلية.... وهاهو يهرب ويبتعد .. فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا.. فقال عكرمة : إن لم ينجني في البحر إلا خلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم لك علي عهد إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما... قال: فجاء فأسلم ... ونزل القرآن بشأنه () وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ))) لقمان الآية(32- وتبدأ بشريات إسلامه تزف على الوجود ألحانها ، وتهدي إلى الدنيا أعذب ألوانها ، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأن أبا جهل أتاه فبايعه !! عجبا أبو جهل الذي مات على الكفر يبايع رسول الله.. .. فلما أسلم خالد بن الوليد رحمه الله قيل صدق الله رؤياك يا رسول الله هذا كان لإسلام خالد قال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل .. كان ذلك تصديق رؤياه... وتسلم زوجته أم حكيم وهي بنت عمه الحارث بن هشام ، وتستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمنه ، وتسير إليه الزوجة الحريصة على نجاته من النار وهو باليمن بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقدم معها ، وقبل أن يصل يمهد النبي صلى الله عليه وسلم الأجواء لاستقباله ؛ وهو الذي أمر بقتله قبل أيام ، ذلك أن الإسلام يجب ما قبله ، ولنصغي بقلوبنا إلى هذا المشهد النوراني العظيم يدنو عكرمة - بما له من ماض مؤلم - من رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الحنون والعاطفة المتقدة بالإيمان .. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه وما على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رداء فرحا بعكرمة ثم جلس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فوقف بين يديه ومعه زوجته منتقبة .. فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني .. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صدقت فأنت آمن قال عكرمة فإلى ما تدعو يا محمد قال أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .. وأن تقيم الصلاة .. وتؤتي الزكاة ..وتفعل .. وتفعل .. حتى عد خصال الإسلام فقال عكرمة والله ما دعوت إلا إلى الحق .. وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا ثم قال عكرمة فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فسر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال يا رسول الله علمني خير شئ أقوله فقال تقول ) أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله) .. ومنذ إسلامه – رضي الله عنه - حاول أن يعوض ما فاته من الخير .. وهاهو يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليثلج صدورنا بكلمات يكتبها له التاريخ بماء من ذهب قال (( يا رسول الله والله لا أترك مقاما قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيله .. ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله .. إلا أنفقت مثلها في سبيل ا لله.... وكان رضي الله عنه دائم الشكر لله على نعمة الإسلام مستشعرا عظمتها وقيمتها وكان إذا اجتهد في اليمين قال لا والذي نجاني يوم بدر .. وكان يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي) ولم يكن صاحبنا ليحرم نفسه من أن يحمل قبسا من مشكاة النبوة ينير به طريق السالكين ، ويهدي به الحيارى والتائهين فهذه بعض أحاديث نال شرف نقلها عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: وروى الإمام أحمد بسنده قال : حدثنا حجاج حدثني شعبة عن قتادة عن عكرمة أنه قال لما نزلت هذه الآية (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) ثم يقول قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا مريئا لك يا رسول الله فما لنا ... فنزلت هذه الآية (( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم )) و قال شعبة كان قتادة يذكر هذا الحديث في قصصه عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) ثم يقول قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك هذا الحديث قال فظننت أنه كله عن أنس فأتيت الكوفة فحدثت عن قتادة عن أنس ثم رجعت فلقيت قتادة بواسط فإذا هو يقول أوله عن أنس وآخره عن عكرمة قال فأتيتهم بالكوفة فأخبرتهم بذلك .. وظهرت على عكرمة ملامح بطولته وسماته القياديه في حروب الردة فقد كان ذا أثر عظيم فيها ..أستعمله أبو بكر رضي الله عنه على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا ... فظهر عليهم ، ثم وجهه أبو بكر أيضا إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهدا أيام أبي بك ر مع جيوش المسلمين فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة فانتهى إليه فإذا بخباء عكرمة فسلم عليه أبو بكر وجزاه خيرا وعرض عليه المعونة فقال: لا حاجة لي فيها معي ألفا دينار. فدعا له بخير فسار إلى الشام واستشهد... وكان أبو صفرة من أزد دباء .. ودباء فيما بين عمان والبحرين .. وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مقرين بالإسلام فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم .. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا .. ومنعوا الصدقة فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليهم ... فالتقوا فأقتتلو ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله وأكث ر فيهم القتل.. ومن مواقفه في حرب الردة يتضح لنا أنه كان أحد قادة هذه الحرب ضد المرتدين حتى أنه ينسب إليه فيقال : فلان قاتل مع عكرمة في حروب الردة </TD></TR></TABLE>
|
********************************* <TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0> <TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"> <td style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent"> كنا أمام أحد العظماء إن عشنا مع مواقف جاهليته، أو تعايشنا مع مشاهد إسلامه ؛ بيد أن الإسلام يملأ النفس البشرية بجوانب من العظمة لا يراها الجاهليون بأبصارهم القاصرة ، ويراها المؤمنون ببصائرهم النيرة، ومن ملامح هذه العظمة .. الحب العميق للقرآن كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول (( كلام ربي .. كلام ربي ))وروى حبيب بن أبي ثابت ... أن الحارث بن هشام.. وعكرمة بن أبي جهل ... وعياش بن أبي ربيعة .. جرحوا يوم اليرموك .. فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه ؛ فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال : ادفعه إلى عياش فما وصل إلى عياش حتى مات ولا وصل إلى واحد منهم حتى ماتوا ولم يشرب منهم أحد ..وأثر النبي صلى الله عليه وسلم في عكرمة يمتد بطول حياة عكرمة ونلحظ تقارب السن بين الرسول صلى الله عليه وسلم .. وعكرمة رضي الله عنه فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، وعاش معه بمكة قبل الإسلام زمنا ورأى أخلاقه وصدقه وأمانته وحسن تعامله وها هو يقول ذلك بنفسه عندما أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعرف الإسلام عن قرب.... فقال عكرمة والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا.... فهذا يدل على تأثره بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته.وأثر النبي - صلى الله عليه وسلم – واضح في عكرمة عندما كان يدلل على صدقه وإيمانه ولم دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت....وحسن استقبال النبي له قائلا: " مرحبا بالراكب المهاجر " له أثر عظيم في نفس عكرمة – رضي الله عنه -.وأن يثب النبي صلى الله عليه وسلم إليه دون رداء مستقبلا له ؛ فرحا بقدومه ، ولعل الحبيب صلى الله عليه وسلم عانقه فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم.كان في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك ، فقال : كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله ؟ لا والله أبداً... قالوا : فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل..لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم. </TD></TR></TABLE>
| وما كانت حياة كحياة هذا الفارس المغوار أن تختم بغي ر هذا المشهد العظيم ، تأتي معركة اليرموك ، وانظر إليه وهو الذي كان يصطحبه أبوه يوم بدر ليقاتل المسلمين ؛ هاهو اليوم يصطحب ابنه عمر لقتال الروم...أقبل عكرمة على ا لقتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر ، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين .. فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة ..أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله .. فدعني أكفر عما سلف مني .. ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة ..وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً.ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت ؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام بن المغيرة .. وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) ... أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً ، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه ، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد قضى نحبه.ويأبى القدر إلا أن يظل صاحبنا مصطحبا ابنه ؛ ولكن في هذه المرة إلى الفردوس الأعلى .. فقد أستشهد أبنه عمر معه ...فهنيئا لهما.**************************رب الأرباب .. مجري السحاب.. منزل الكتاب ..هازم الأحزاب .. يا من رفع السماوات بغير عمد .. ويا من شق البحر لموسى .. ويا من فلق الحجر لصالح .. ويا من له الملك والملكوت .. والسماوات مطويات بيمينه .. يا من لا يعجزه شيء .. ولا يغفل عن شيء .. يا ودود يا ذو العرش المجيد ... يا فعال لما تريد .. يا من عنت الوجوه ل عظمته .. بحق قدرتك على خلقك ..وبحق أن تقيم الأشهاد ليوم عظيم ..وبحق أنك من حد الحدود .. وشرع الشرع .. وارسل الرسل .. وبحق أنه لا إله إلا أنت الحي القيوم .. أسألك أن تكرم الشهداء .. وتتوب على العاصين من الأمة .. وتشفي مرضانا.. وتغفر لشهدائنا ...وترحم أمة محمد رحمة عامة ..والحمد لله رب العلمين وصلي وسلم علي سيد الخلق أجمعين ... اللهم آمينوعلى الخير نلتقى دائما بمشيئة الله .. فأنتظرونى .بقلــــــــــــــــــمصـــــــلاح إدريـــــــــــــــــــــــــس |
| |
|