الرسالة الثالثة لحراجى القط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم الموضوع :- ( 34 )
التاريــــــــخ :- الأثنين 1 مارس 2010
أسم الموضوع :- الرسالة الثالثة لحراجى القط .
أسم الكاتب :- الشاعر الكبير / عد الرحمن الأبنودى .
التصنيـــــف :- شعـــــــــــــر
********************
أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
كما وعدتكم بمتابعة قراءة رسائل ( حراجى القط العامل بالسد العالى ) لزوجته المصونة والجوهرة المكنونة ( فاطنة أحمد عبد الغفار فى جبلاية الفار ) للخال الغالى والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى .. وبعد أن أستمتعنا معا بالرسالتين الأولى والثانية .. هاهى الرسالة الثالثة .. وفى الأسبوع القادم الرسالة الرابعة بإذن الله .. ولا أرغب فى الإطالة عليكم لأنى أعلم أنكم فى شوق لمعرفة أخبار حراجى وفاطنة .. فهيا نقرأ ماكتب كل منهما للآخر فى الرسالة الثالثة .
*****************************
الرسالة الثالثة لحراجى القط
*******************
المظروف وكالعادة كتب الأسطى حراجى القط .. العنوان ..
الجوهرة المصونه
والدرة المكنونه
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
يوصل ويسلم ليها
في منزلنا الكاين في جبلاية الفار
****
مشتاق ليكي شوق الأرض لبل الريق ..
شوق الزعلان .. للنسمه .. لما الصدر يضيق
مشتاق .. وإمبارح ..
قاعد .. قدامي عِرق حديد.. وف يدي الفحار ..
غابت عن عيني الحته اللي أنا فيها..
وغابوا الأنفار
تحت النفق .
الضلمه يا فاطنه
بتساعد على سحب الفكر
..
تلاقيكي ولا عارفه الأنفاق.
ولقيت نفسي يا فاطنه طيره مهاجره
والطيره جناحها محتار
ولقيت نفسي على بوابة جبلاية الفار ..
باخد الأحباب بالحضن
كانس كل دروب الجبلايه بديل توبي
طاوي كفوفي وباخبط بيهم على صدر الدار
قلتلي لي مين ؟
مسيت الدمعه ف حزنك بإيدي..
مسيت الدمعه اللي ف حزنك ..
ماعرف خدتك في حضاني ولا إنتي خدتيني ف حضنك
وعزيزه وعيد حواليا بيشدوا الجلابيه
ويشموا ف غيبتي وفي إيديا..
وقعدت بيناتكم .. وبكيت .. وضحكت
لما لمحت عصايتي وتوبي .. وفاسي .. ومداسي
يمكن ساعه .. وقف اللمهندس على راسي ..
ولمس كتفاتي بصابعه .. قمت لفوق ..
طبطب على كتفي ..
وخدني من يدي بره النفقات في النور ..
ضيعنا نص نهار ..
وسألني .. قلت الشوق
قاللي إسمع يا حراجي أقولك ..
ويا فاطنه قعد يحكي ويتكلم ..
ألقط كلمه وميه تروح ..
وكلام .. م اللي يرد الروح ..
وحكى لي عن أسوان والسد ..
وحكى لي عن اللفرنج وعن حرب المينا..
في الجوابات الجايه يا فاطنه عاقولك وإحكي لك ..
اما عن نفسي .. فأنا لا بخيل ولا شي ..
كيف اللي ف قلبي بس يا ناس .. أرويه في جواب .. ؟
أما عن عيد ..
فأنا من بدري يا فاطنه قلت يروح الكتاب ..
وأقل ما فيها ..
عيفُك الخط ويحفظ له كام سوره
والأمر ده بس يا فاطنه يعوز شوره .. ؟
على خيرة الله ..
ووصلنا فطيرك ..
قعمزت ما بين الرجاله وكلناه ..
يعني أنا دقته .. ؟
والنبي بعنيا قعدت أتفرج ع الرجال بياكلوه
كنا طالعين م الشغل نشر عرق ..
بت يا فاطنه ..
النبي في الدنيا .. ما فيه واحده بتسوى فطيره زيك ..
شفت ده في عنين الرجاله ..
سلاماتي لكل اللي يقولك شحوال حراجي
وسلامي لعزيزه وعيد ..
أما نه عليكي لحين ماجي ..
زوجك
لوسطى حراجي
**************
وفى الحال ردت فاطمة على جوزها حراجى .. وكتبت على الظرف
أسوان
زوجي الغالي
لاوسطى حراجي القط
العامل في
السد العالي
*****
أما بعد ..
فنعرفكم .. إحنا بخير ..
ولا يلزمنا إلا رؤية وجه الغايبين ..
(( مرزوق البسطاوي )) .. مرته وضعت .. حدفت ولدين
وجوابك وصل الجبلاية إمبارح ..
لكن مرزوق .. ما سرحشي غير اليوم ..
وما دنتو في صحه وعال ..
إحنا ما يلزمناش .. أكتر من ورقه في ظرف ..
ناس الجبلايه كبيراً وصغيرا ً عاوزين رؤياك .
قوللي يا حراجي بحق ..
عامل كيف بس ف ليل ا لفرقه .. ؟
واللهي ما خش دماغي حاج من اللي كاتبه في الورقه ..
ويا خوفي عليك ..
بيقولوا فيه ناس .. ماتوا في اللي إسمه السد ..
طمنا عليك يا حراجي .
قسمنا مع بيت العطار .. بلح النخله الشرك ..
إذا كان لازمك منه يا حراجي .. إبعت قول ..
مش راح تاجي .. ؟
طالقالك في البيت فروج ..
علشان لما تعود م الأسوان دي .. تلاقي لك حتة لحم ..
وإم (( علي أب عباس )) مشغوله عليه ..
بدري ما راسلهاش ليه ؟
أهي طول اليوم .. قاعده على العتبيه إيد على خد ..
وماسكه عود قش بتبكي وتخطط في تراب الدرب ..
طمنا عليه يا حراجي يرضيك المولى ..
وإذا كان عال وف خير ..
الضحك مع الجدعان .. ولا رساله لامه المشغوله أولى .. ؟
قلب الأم أصابه الشوق يا بوعيد ..
يبقى أسخن من رمال القياله لما يقيد
يبقى عش خراب بيسرخ على طيره ..
وعلى أب عباس عارف أمه ..
مالهاش في الدنيا غيره ..
وإمبارح كانت وسط الحريمات ..
قاعده تمسح دمعتها .. ف طرحتها وتقول :
اللي مانعني من الموت ..
اليوم اللي أشوف (( علي )) فيه متهني وفاتح بيت ..
يومها أقول للدنيا ضحكت عليكي
خلاص غوري ..
قو لله يشيع يا حراجي .. الناس زعلانه ..
كل الجبلاية واخده في خاطرها منه ..
وإمه عنيها كستها الدخانه ..
أختك (( نظله ))
رجعت بيت الحاج ركابي إمبارح من (( درجا ))
قالت جايه تريح عند خالاتها وحتولد في اللي يهل ..
يا حراجي .. جوابك بيرد الميه للزور الناشف ويبل .
ده إحنا عايشين هنا ع السيره ..
وزادنا الأخبار ..
زوجتك
فاطنه أحمد عبد الغفار
جبلاية الفار
*********************
ماهذه الروعة وهذا الجمال .. وهذه المتعة التى يمنحها لنا الأبنودى .. عندما أقرأ للأبنودى كأنى أشرب من البحر المالح كلما شربت عطشت أكثر .. وأكثر .. صدقونى ياشباب أنا لا أمل أبدا أبدا من قراءة إبداعات هذا العملاق أطال الله فى عمره ومنحه الصحة والعافية .. ولنا لقاءات كثيرة جدا جدا مع ( أبنوديات ) ومجموعة قصائد الأبنودى كلها .. ولكن فى الأسبوع القادم بإذن الله سنقرأ معا الرسالة الرابعة لحراجى القط العامل بالسد العالى لزوجته المصونة والجوهرة المكنونة فاطنة أحمد عبد الغفار .. فأنتظرونى .
أختيار وتعليق
صــلاح إدريــس