صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: أسيد بن حضير .. المستنير الكامل . الجمعة فبراير 05, 2010 7:25 pm | |
| أسيد بن حضير .. المستنير الكامل . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رقم الموضوع :- (25) التاريــــــــخ :- الجمعة 5 فبراير 2010 أسم الموضوع :- أسيد بن حضير .. المستنير الكامل . أسم الكاتب :- صــلاح إدريــس التصنيـــــف :- دينـــى المصــــــــدر :- * كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير . * كتاب السيرة النبوية .. لأبن أسحق . * الشبكة العنكبوتية . ************************ أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. هانحن من جديد على الخير .. والحب فى الله نلتقى .. لننعم معا برائحة العطر الذكية .. الفواحة .. من سير الأجلاء صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وسيرتنا هذه الجمعة المباركة .. هى سيرة أحد هؤلاء الأجلاء .. ترك ماله .. وملكه .. وسلطانه .. وسط قومه .. وهو الوارث للمال والمكانة .. ليتبع الدين الجديد .. ويبذل فى سبيله الغالى والرخيص .. ولعل كثيرين منكم لم يسمعوا كثيرا عن هذا الصحابى الجليل .. وهذا هو الجميل فى تناولنا لسير عظماء من الأسلام .. لانعلم عنهم الكثير .. ومن واجبنا تجاههم .. أن نلقى عليهم الضوء .. وأن نعطيهم حقهم من المكانة والتبجيل .. كما كانوا لنا ضوءا وضياءا .. أناروا بها الأسلام .. وأناروا بها حياتنا الآن .. وسيظل نورهم ساطعا .. كما الأسلام بإذن الله .. فهيا بنا نتعطر بهذا العطر .. من هذه السيرة العطرة للصحابى الجليل أسيد بن حضير .. *************** و هو أسَيْد بن حضير بن سمّاك الأوسي الأنصاري.. أبوه حضير الكتائب زعيم الأوس.. كان حضير في الجاهلية واحدا من أشـراف العـرب ، وأورث أسيد عن أبيـه مكانته .. وشجاعته.. وجـوده .. فكان قبل اسلامـه من زعماء المدينة .. وأشـراف العـرب .
كان إسلامه عندما أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام (مصعب بن عمير سفير الرسول ) الى أنصار المدينة ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة الأولى.. ليعلمهم دينهم ويفقههم في دين الله ، وكان مصعب بن عمير في ضيافة أسعد بن زراره .. وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام في ذلك الوقت كان قد اجتمع أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، يتشاورون في امر هذا الرجل الذي يدعو الى دين جديد ، لا يعرفون عنه شيء غير دين ابائهم وكان القرار ان يذهب أسيد الى دار اسعد بن ذرارة ، فحمل أسيد حربته واتجه نحو مجلس معصب بن عمير.. وعند وصوله وجد مجلس من الناس تصغي للكلام الرشيد ، الذي يدعوهم به مصعب بن عمير الى دين الله ، ففاجأهم أسيد وهو في حالة غضب ، وثورة شديدة ، وقال له مصعب بن عمير : هل لك ان تجلس وتسمع ، فان رضيت أمرنا قبلته ، وان كرهته كففنا عنك ما تكره ، فقال أسيد : لقد أنصفت ، هات ما عندك ، فقد كان أسيد رجل ذكي ، مستنير العقل ، فأنه كان يلقب بالكامل .. وهو لقب ابوه من قبله ، وراح مصعب يتلو آيات من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد ، وبعد سماعه ما قرأه مصعب قال اسيد وهو مبهور : مااحسن هذا الكلام وما اجمله وقال لمصعب : كيف تصنعون للدخول الى هذا الدين .. قال له مصعب : تطهر بدنك ، وثوبك ، وتشهد شهادة الحق .. أعلن أسيد إسلامه بدون تردد .. لانه من الشخصيات المستقيمة ، والقوية ، وانه لا يتردد أمام إرادته الحازمة ، ولكن كان عليه ان يعود الى سعد بن معاذ .. لينقل اليه اخبار المهمة التي ذهب لاجلها .. وهي زجر مصعب .. ومن هنا قرر أسيد استخدام ذكائه ، لكي يجابهه مجابهة غير مأمونة ، وهو يعلم ان سعد مثله تماماً .. ويعلم ايضاً انه ليس بين سعد والإسلام الا ما سمعه من مصعب ( سفير الرسول عليه الصلاة والسلام ) ... واستطاع ان يثير حمية سعد ، الى ان يذهب الى مجلس مصعب ليسمع ما سمعه.. وذهب سعد الى مجلس مصعب ، وهو بحلة غضب لا توصف ، وهناك سمع ما سمعه أسيد .. وما كاد سعد أن يسمع كلام الله حتى شرح الله صدره للإسلام ، فقد اصبح اسلام أسيد يفيء من الاناة.. والحلم .. والتقدير..وصار اهلاً للثقة دوماً ، فقد عاش أسيد باذلا روحه ، وماله في سبيل الله والخير.. جاعلاً وصية الرسول بين عينيه ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض )
كان الاستماع الى صوت أسيد رضي الله عنه .. وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتاً قال : قرأت ليلة سورة البقرة وفرس مربوط .. ويحيى ابني مضطجع قريب منّي ، وهو غلام .. فجالت الفرس فقمتُ .. وليس لي همّ إلا ابني .. ثم قرأتُ الفرسُ !! فرفعتُ رأسي.. فإذا شيء كهيئة الظلّة في مثل المصابيح ..مقبلٌ من السماء .. فهالني ، فسكتُ فلمّا أصبحتُ غدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأخبرته بما جرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقرأ أبا يحيى ) فقلتُ : ( قد قرأتُ فجالت الفرس ) فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت : ( قد قرأتُ فرفعتُ رأسي فإذا كهيئة الظلّة فيها المصابيح فهالني ) فقال صلى الله عليه وسلم : ( تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك ، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم )
عن أنس بن مالك قال : ( كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .. في ليلة ظلماء حِنْدِس ، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها )
وفي غزوة بدر لقي أسيد بن الحضير رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم حين أقبل من بدر.. فقال : ( الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك.. واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلّفي عن بدر ..وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً ولكن ظننتُ أنّها العير.. ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت ( فقال رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم : صدقت )
أثار عبدالله بن أبي الفتنة .. فقد قال لمن معه من أهل المدينة : ( لقد أحللتموهم بلادكم ..وقاسمتموهم أموالكم .. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم .. لتحولوا الى غير دياركم ..أما والله لئن رجعنا الى المدينة .. ليخرجن الأعز منها الأذل) سمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم .. وقد كان غلاما .. فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، وتألم الرسول كثيرا .. وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم ( أوما بلغـك ما قال صاحبكـم ).. قال : ( وأي صاحـب يا رسـول اللـه ) .. قال ( عبداللـه بن أبي ) قال : ( وما قال ) قال الرسـول ( زعم أنه ان رجع الى المدينة ليخرجن الأعـز منها الأذل ) .. فقال أسيـد : ( فأنت يا رسول الله تخرجه منها ان شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ) .. ثم قال : ( يا رسـول الله ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك .. وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فانه ليرى أنك قد استلبته ملكا ).. لقب بطل يوم السقيفة .. اثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. حيث أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة .. أحقيتهم بالخلافة وطال الحوار .. واحتد النقاش كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفا واضحا ، وحاسما ، فقد قال للأنصار من قومه : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين .. فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين .. ولقد كنا أنصار رسول الله .. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) ..فكانت كلماته بردا وسلاما واستحق أسيد لقب بطل يوم السقيفة .. ********************** وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد رضي الله عنه وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه.. وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم.. توفي وعليه دين أربعة آلاف درهم .. وكان ماله يُغِلّ ُ كل عامٍ ألفاً دينار .. فأرادوا بيعه فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال : ( هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً فتستوفون في أربع سنين ) .. قالوا : (نعم يا أمير المؤمنين ) فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألفاً .. مات أسيد والصحاب تتذكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم ( (نعم الرجل اسيد بن الحضير) .. اللهم اغفر لأسيد بن حضير .. وأغفر لحينا ، وميتنا ، وشاهدنا ، وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الاسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.. وأجعل حياته .. وقوة إيمانه .. قدوة .. ومنهاجا .. وأجعل جزاؤنا كجزاؤه .. فنعم الجزاء صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. اللهم آمين . وإنشاء الله نلتقى على الخير دائما .. وإلى الجمعة القادمة .. فأنتظرونى .. بقلـــــــــم صـــــلاح إدريـــــــس
| |
|