صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: عبدالله بن حرام .. ظليل الملائكة . الجمعة يناير 15, 2010 11:20 pm | |
| عبدالله بن حرام .. ظليل الملائكــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رقم الموضوع :- ( 21 ) التاريــــــــــخ :- الجمعة 15 يناير 2010 أسم الموضوع :- عبد الله بن حرام ... ظليل الملائكــة أسم الكاتـــــــب :- صــلاح إدريــس التصنيـــــــــــف :- دينــــى المصــــــــدر :- * كتاب الصحيحين ــ لمحمد بن على الباقر · كتاب المعجم الكبير ــ للطبرانى . * الشبكة العنكبوتيــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالله بن حرام .. ظليل الملائكة ـــــــــــــــــــــــــــــــــ فى جمعتنا المباركة هذه نتناول سيرة عطرة لصحابى جليل .. وهى سيرة عطرة فواحة .. أستمتعت بكتابتها .. كما ستستمتعون بقراءتها .. وهذه السير المباركة ..تجعلنى فى كل مرة أقول ياليتنى عشت فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. على شرط أن أكون من صحابته أو تابعيه .. ولعلكم تشاركوننى هذه الأمنية الغالية .. فدعونا نتعطر بسيرة واحد من هؤلاء الصحابة .. وندعو الله أن يلهمنا شدة إيمانه .. وورع حياته .. وروعة أستشهاده ..ونقاء الصحبة وصفاءها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فى الجنة *********************** هو عبد الله بن عمرو بن حرام ابن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري السلمي أبو جابر أحد النقباء ليلة العقبة شهد بدرا واستشهد يوم أحد. إنه أبو جابر عبد الله بن عمرو بن حرام - ظليل الملائكة كان عبد الله بن عمرو بن حرام سيداً من سادات الخزرج وشريف من أشرافها.. يروي كعب بن مالك قصة إسلام عبد الله بن عمرو بن حرام فيقول: ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرن، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا لنرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً.. عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، كان عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبد الله أحد هؤلاء الأنصار.. ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبد الله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء.. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة. ولما عاد إلى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الإسلام. وبعد هجرة الرسول إلى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه السلام ليله ونهاره.. في غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال. وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو. وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!! ودعا اليه ولده جابر بن عبد الله الصحابي الجليل، وقال له: " اني لا أراني الا مقتولا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين..واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..وان عليّ دبنا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا".. في صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش. قريش التي جاءت في جيش لجب .. تغزو مدينتهم الآمنة.. ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين امرهم الرسول عليه السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع غنائم الجيش المنهزم.. هذا الجيش الذي جمع فلوله سريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما، ثم فاجأهم بهجوم خاطف من وراء، فتحوّل نصر المسلمين إلى هزيمة. في هذا القتال المرير، قاتل عبد الله بن عمرو قتال مودّع شهيد.. ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبداله يبحث عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا يغيره من الأبطال. ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الإسلام عبد الله بن عمرو بن جرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال: " ابكوه..أو لا تبكوه..فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!! كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا..وكان حبّه بالموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه..ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..قال عليه السلام لولده جابر يوما: " يا جابر..ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب..ولقد كلّم كفاحا _أي مواجهة_ فقال له: يا عبدي، سلني أعطك..فقال: يا رب، أسألك أن تردّني إلى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية..قال له الله: انه قد سبق القول مني : أنهم اليها لا يرجعون . قال : يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة . . فأنزل الله تعالى : (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما أتاهم الله من فضله ، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم . ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )". وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد..وعندما تعرف أهل عبد الله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت معه أخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة إلى المدينة لتدفنهما هناك، وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم..بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن:" أن ادفنوا القتلى في مصارعهم".. فعاد كل منهم بشهيده..ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله ولرسوله. *********************************** ولما جاء دور عبد الله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم: "ادفنوا عبد الله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين".. وبعد مضى ... ست وأربعين سنة على دفنهما، نزل سيل شديد غطّى أرض القبور، بسبب عين من الماء أجراها هناك معاوية، فسارع المسلمون الى نقل رفات الشهداء، فاذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا في نقل رفاتهم:
" ليّنة أجسادهم.. تتثنى أطرافهم"..!
وكان جابر بن عبدالله لا يزال حيا، فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه عبدالله بن عمرو بن حرام، ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح.. فوجدهما في قبرهما، كأنهما نائمان.. لم تأكل الأرض منهما شيئا، ولم تفارق شفاههما بسمة الرضا والغبطة التي كانت يوم دعيا للقاء الله..
أتتعجبون..؟
كلا، لا تتعجبوا..
فان الأرواح الكبيرة، التقية، النقية، التي سيطرت على مصيرها.. تترك في الأجساد التي كانت موئلا لها، قدرا من المناعة يدرأ عنها عوامل التحلل، وسطوة التراب.. فاللهم كبر من أرواحنا .. ونقيها .. وأبعث فيها التقوى والهدى وحبك .. وحب كل ماتحبه .. والبعد عما تكرهه .. لننعم بالمناعة التى كرمت بها عبد الله بن حرام وأصحابه .. اللهم آمين . وفى الجمعة القادمة بإذن الله نتناول السيرة العطرة لرفيق دربه .. ورفيق مثواه .. وصاحبه فى الجنة ( عمرو بن الجموح ).. فأنتظرونى .. بقلــــــــــــــم صــــلاح إدريـــــــس
| |
|