[size=24
سلمه بن الأكوع ..
الصادق .. الرامى الماهر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم الموضوع :- ( 14 )
التاريــــــــخ :- الجمعة
11 نوفمبر 2009
أسم الموضوع :-
سلمه بن الأكوع .. الصادق .. الرامى الشجاع
أسم الكاتب :-
صــلاح إدريــس
التصنيـــــف :-
دينــى
المصــــــــدر :- * كتاب أسد الغابة في معرفةالصحابةلابن
الأثير .
·
كتاب السيرة النبوية .. لأبن أسحق .
·
الشبكة العنكبوتية .
*****************************************
أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
فى جمعتنا المباركة هذه نعود لسير صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم .. ولكنى أرجو موافقتى على أن نتناول موضوعات دينية
مختلفة بين الحين والآخر .. وسط سلسلة الصحابة – رضوان الله عليهم – لسببين الأول أن لنا أكثر من عامين نتناول فيهما سير
الصحابة بإنتظام .. والحمدلله وجدت أن عدد الصحابة الذين لم نتناول سيرتهم العطرة كبير جدا وقد نسعد فى صحبتهم عامين آخرين أو
أكثر .. ولا أريد أن أتخطى أيا منهم ..
لأنهم دروس مستفادة .. وقدوات يجب أن تتيع
. والسبب الثانى هو أن نكسر روتين الموضوعات الدينية فى كل جمعة .. كما حدث فى
الأسبوعين الماضيين حين تناولنا موضوعى ( الرزق .. والرزاق ) .. و ( الرضــا ) .. لاسيما وأننى لاحظت أن أقبال
الشباب على الموضوعات الدينية قليل جدا .. مقارنة بموضوعات أخرى قد تكون أقل أهمية
.. مما يبعدنا عن واحد من أهم أهدافنا الا وهو تشجيع وحث أبنائنا لمعرفة دينهم ..
وروادة .. والأقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. وإستخلاص كل ماهو صالح
ومفيد .. عل الله يثبته فى قلوبهم وعقولهم .. ويكون لهم منارة تنير دروبهم فى حياتهم
.
*****
أما سيرتنا العطرة هذا الأسبوع ستكون عن صحابى جليل .. أشتهر
بمهارته فى رمى القوس .. وإشهار إسلامه فى سن مبكرة .. ناهيك عن أنه لم يكذب فى
حياته .. وحديثنا اليوم للصحابى الجليل
سلمه بن الأكوع ..
*****
وهوسلمة بن
عمرو بن الأكوع ، والأكوع جدَُه ، ومعنى
الأكوع العظيمُ الكاع،والكاعُ طرف الزَند الذي يلي الخنصر ، وهو الكرسوع، وإسم الأكوع يعني جدسلمة هو سنان بن عبد اللَه الأسلميَ ، ويكنى سلمة أبا مسلم ، ويكنى أيضاًأبا إياس محدَث مثل أبيه وروى عنه الكثيراً ، ومَما رواه عنه قول رسول صلىاللَه
عليه وسلم * من سلَ علينا السيف فليس منا * وإياس تابعي وسلمة بنالأكوع مدنيَ ، أي يعدَ ُ من أهل المدينة.
كانسلمة بن
الأكوع رضي اللَه عنه من أصغر الصحابة الذين أدَوا بيعة الرَضوان في الحديبية وقبض رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم وسلمة رضى اللَه عنه دونالعشرين.
سببإسلام هذا الصحابي الكريم ، أنَه إستيقن أنَ أنَ ما نزل على محمدٍ صلىاللَه عليه وسلم حقٌ ، والنجاة في إتباعه ، والخيبة والخسران في الدنيا والأخر ة بالصدود عنه.
ويروى عن سلمة هذه الحكاية .. قال رأيت الذئب قد أخد ظبياً فطلبته حتىنزعته منه .. فقال ويحك مالي ولك! عمدت إلى رزق رزقنيه اللَه ليس من مالك تنتزعه منَي ؟!
قال سلمة : قُلت أي عباد اللَه إن هذا عجب ، ذئبٌ يتكلم؟! قال الذئب: أعجبُ من هذا أن النبي صلى اللَه عليه وسلم في أصول نخلة * (إشارة إلى المدينة
المنورة )* يدعوكم إلى عبادة اللَه ، وتأبون إلا عبادةالأوثان ، قال سلمة : فلحقت برسول اللَه صلى اللَه
عليه وسلم فأسلمت .
أراد
ابنه أيّاس أن يلخص فضائله في عبارة واحدة.
فقال:
" ماكذب
أبي قط"..!!
وحسب انسان أن
يحرز هذه الفضيلة، ليأخذ مكانه العالي بين الأبرار والصالحين.
ولقد أحرزها
سلمة بن الأكوع وهو جدير بها..
كان سلمة من
رماة العرب المعدودين، وكان كذلك من المبرزين في الشجاعة والكرم وفعل الخيرات.
وحين أسلم نفسه
للاسلام، أسلمها صادقا منيبا، فصاغها الاسلام على نسقه العظيم.
وسلمة بن الأكوع
من أصحاب بيعة الرضوان.
حين خرج الرسول
وأصحابه عام ست من الهجرة، قاصدين زيارة البيت الحرام، وتصدّت لهم قريش تمنعهم.
أرسل النبي
اليهم عثمان بن عفان ليخبرهم أن النبي جاء زائرا لا مقاتلا..
وفي انتظار عودة
عثمان، سرت اشاعة بأن قريشا قد قتلته،وجلس الرسول في ظل الشجرة يتلقى بيعة أصحابه
واحدا واحدا على الموت..
يقول سلمة:
" بايعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت تحت الشجرة،. ثم تنحيّت، فلما خف الناس قال يا
سلمة مالك لا تبايع..؟قلت: قد بايعت
يا رسول الله، قال: وأيضا.. فبايعته".
ولقد وفى بالبيعة
خير وفاء.
بل وفى بها قبل
أن يعطيها، منذ شهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله..
يقول:
" غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع زيد بن حارثة تسع غزوات".
كان سلمة من
أمهر الذين يقاتلون مشاة، ويرمون بالنبال والرماح،وكانت طريقته
تشبه طريقة بعض حروب العصابات الكبيرة
فكان
اذا هاجمه عدوه تقهقر دونه، فاذا أدبر العدو أو
وقف
يستريح هاجمه في
غير
هوادة
وبهذه الطريقة
استطاع أن يطارد وحده، القوة التي أغارت على مشارف المدينةبقيادة عيينة بن
حصن الفزاري في الغزوة المعروفة بغزو ذي قرد..
خرج في أثرهم
وحده، وظل يقاتلهم ويراوغهم، ويبعدهم عن المدينة حتى أدركه الرسول في قوة وافرة من
أصحابه..
وفي هذا اليوم
قال الرسول لأصحابه:
" خير
رجّالتنا ، أي مشاتنا، سلمة بن الأكوع"!!
ولم يعرف سلمة
الأسى والجزع الا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر..
وكان عامر يرتجز
أمام جيش المسلمين هاتفا:
اللهمّ لولا أنت
ما اهتديناولا تصدّقنا ولا
صلّينافأنزلن سكينة
عليناوثبت الأقدام ان
لاقينافي تلك المعركة
ذهب عامر يضرب بسيفه أحد المشركين فانثنى السيف في يده وأصابت ذوّابته منه مقتلا..
فقال بعض المسلمين:
" مسكين
عامر حرم الشهادة"
عندئذ لا غير
جزع سلمة جزعا شديدا، حين ظنّ كما ظن غيره أن أخاه قد قتل نفسه خطأ وقد حرم أجر
الجهاد، وثواب الشهادة.
لكن الرسول
الرحيم سرعان ما وضع الأمور في نصابها حين ذهب اليه سلمة وقال له:
أصحيح يا رسول
الله أن عامرا حبط عمله..؟فأجابه الرسول
عليه السلام:
" انه قتل
مجاهداوأن له لأجرينوانه الآن ليسبحفي أنهار الجنة"..!!
وكان سلمة على
جوده المفيض أكثر ما يكون جوادا اذا سئل بوجه الله..
فلو أن انسانا
سأله بوجه الله أن يمنحه حياته، لما تردد في بذلها.
ولقد عرف الناس
منه ذلك، فكان أحدهم اذا أراد أن يظفر منه بشيء قال له:
" من لم
يعط بوجه الله، فبم يعطي"..؟؟ويوم قتل عثمان،
رضي الله عنه، أدرك المجاهد الشجاع أن أبواب الفتنة قد فتحت على المسلمين.
وما كان له وهو
الذي قضى عمره يقاتل بين اخوانه أن يتحول الى مقاتل ضد اخوانه..
أجل ان الرجل
الذي حيّا الرسول مهارته في قتال المشركين، ليس من حقه أن يقاتل بهذه المهارة
مسلما..
ومن ثمّ، فقد
حمل متاعه وغادر المدينة الى الربدة.. نفس المكان الذي اختاره أبو ذر من قبل
مهاجرا له ومصيرا.
وفي الرّبدة عاش
سلمة بقية حياته، حتى كان يوم عام أربعة وسبعين من
الهجرة،
فأخذه
الشوق الى المدينة فسافر اليها زائرا،
وقضى
بها يوما،وثانيا..
وفي اليوم
الثالث مات.
*************************************
وهكذا ناداه
ثراها الحبيب الرطيب ليضمّه تحت جوانحه ويؤويه مع من آوى قبله من الرفاق
المباركين، والشهداء الصالحين
ليكونوا
صحبة مع نبيهم ومعلمهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .. ورضى الله عنهم أجمعين .. وجمعنا وإياهم فى روض
الجنة ... اللهم آمين .
بقلــم
صــلاح إدريـــس[/size]