صلاح ادريس عضو شـــغـــا ل
عدد الرسائل : 124 العمر : 73 مزاج : الدولة : تاريخ التسجيل : 07/08/2009
| موضوع: نعيم بن مسعود .. الفدائى البطل .. الخميس أكتوبر 15, 2009 5:53 pm | |
| نعيم بن مسعود .. الفدائى البطل .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. فى جمعتنا المباركة هذه نطالع سيرة بطل وفدائى من أبطال الإسلام هو نعيم بن مسعود ..الذى عمل عقله وذكاؤه فى سبيل نصرة الإسلام .. عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحرب خدعة ) .. انه الرجل الذي نصر الله به جيشا بأكمله...انه الرجل الذي رزقه الله فطنة وذكاء، ويقظة ودهاء. ****************
انه نعيم بن مسعود الذي كان في الجاهلية على صلة وثيقة بيهود بني قريظة وغيرهم، وكان يجلس في مجالسهم يسمر ويشرب معهم وكانوا يحبونه ويثقون فيه ويحترمونه. لكن أراد الله ان يغرس لهذا الدين غرسا يعز به الاسلام في كل زمان ومكان، فكان اسلام نعيم بن مسعود فتحا للاسلام والمسلمين. ولما كانت غزوة الاحزاب استطاع نعيم ان يسطر على جبين التاريخ صفحة ناصعة بيضاء، لا تنسى أبدا مع مرور الليالي والأيام. وكان سببا في اجلاء تلك الحشود التي تجمعت للقضاء على الاسلام وقطع تيار نور التوحيد عن الوجود بأسره. فهذا هو نعيم بن مسعود ذلكم الفدائي البطل الذي جاء للمصطفى في وقت عصيب، كادت فيه القلوب ان تخرج من الصدور، وبلغت القلوب الحناجر، وظن الناس بالله الظنون. فالمسلمون محاصرون في المدينة، والاحزاب يحيطون بها من كل مكان، ويهود بنو قريظة قد نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكلوا تهديدا داخليا خطيرا على النساء والاطفال، وتعاهدوا مع المشركين على قتال المسلمين، وهذا هو فعل اليهود وهذه هي صفتهم، فاليهود لا يجيدون الا الغدر ونقض العهود.
وفي ظل هذا الجو الملبد بالمخاطر والغيوم، أتى نعيم بن مسعود رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله، اني قد اسملت، وان قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت”. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا ان استطعت، فإن الحرب خدعة” فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة، وكان لهم نديما في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي اياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم، فقال لهم: “ان قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه اموالكم وابناؤكم ونساؤكم،لا تقدرون على ان تحولوا منه الى غيره، وان قريشا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد واصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة اصابوا بها، وان كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به ان خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من اشرافهم، يكونون بأيديكم ثقة لكم على ان تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه”، فقالوا له: “قد اشرت بالرأي”. ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان ومن معه من رجال قريش: “قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا، وانه قد بلغني أمر، قد رأيت علي حقا ان ابلغكموه، نصحا لكم، فاكتموا عني”، فقالوا: نفعل. قال: “تعلمون ان معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد ارسلوا اليه: انا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك ان نأخذ لك من القبيلتين، من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكهم، فتضرب اعناقهم، ثم نكون معك على من بقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل اليهم: ان نعم، فإن بعثت اليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا اليهم منكم رجلا واحدا”. ثم خرج الى غطفان وقال لهم مثل قوله لقريش. ثم أرسلت قريش وغطفان الى بني قريظة لتحديد موعد الهجوم، فأرسل اليهم كعب بن اسد سيد بني قريظة يطلب الرهائن منهم، فقالوا: “والله ان الذي حدثكم نعيم لحق”، فأرسلوا الى بني قريظة: “إنا والله لا ندفع اليكم رجلا واحدا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا”، فقالت بنو قريظة: “ان الذي ذكر نعيم لحق”، ما يريد القوم إلا ان يضعونا في مأزق. وإنا والله لا نقاتل معهم حتى يعطونا رهنا”. وخذل الله بينهم، وبعث عليهم الريح في ليال شاتية باردة فجعلت تكفأ قدورهم، وتطرح ابنيتهم. وظل نعيم رضي الله عنه بعد ذلك اليوم موضع ثقة رسول صلى الله عليه وسلم فولي له الأعمال، وحمل بين يديه الرايات، ونهض له بالأعباء. فلما كان فتح مكة وقف ابو سفيان يستعرض جيوش المسلمين فرأى رجلا يحمل راية غطفان فقال لمن معه: من هذا؟! فقالوا: نعيم بن مسعود.. فقال: بئس ما صنع بنا يوم الخندق.. والله لقد كان من أشد الناس عداوة لمحمد.. وها هو ذا يحمل راية قومه بين يديه. ويمضي لحربنا تحت لوائه. وظل نعيم رضي الله عنه على عهده، لا يبخل بماله ولا بجهده ولا بنفسه في سبيل ربه تعالى. حتى قتل في أول خلافة علي رضي الله عنه في وقعة الجمل. وقيل: مات في خلافة عثمان فرضي الله عن نعيم وعن سائر الصحابة اجمعين . ************************ رحم الله نعيم بن مسعود .. وأسكنه فسيح جناته صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الأبرار .. وجعلنا نقتاد به وببطولته وفدائيته فى الزود عن الإسلام .. وأجعل مكافآتنا كمكافآته بصحبة أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم .. وأعلى مكانة فى الجنة ياأرحم الراحمين ... وإلى اللقاء القادم بإذن الله فى الجمعة القادمة .. فأنتظرونى . بقلـــــــم صـــلاح إدريـــــس
| |
|