نبحر عبر النيل ونطوي الموج وراء الأمواج ونــداعب شواطيء القري والنجوع بحــب وترحـــاب يضيق النيـــل ما بين السهـــل والجبـــال وترافقنا الطــــيور العاشـــقة للترحـــال ، نــري النخيـــل الشامخة تقف في كبرياء ، كبرياء العزة والوطن والأنتماء ، وتتمايل مع نسمات النيل العليل وتغسل
أطراف جريدها من النهر العاشق لسواحل الشطئان ، وتمطر لنا البلح أحتفالاً بزيارة الأحباب الذين مر بين أرضها أرض المحبة والسلام حتي نصل إلــــي وادي المحــــس أرض محاس الجمــــال أرض النيل والنخيل وسمرة الرجـــال وعشاق الجيــــاد وعذوبة الطبيعة بين رياض الجنان ، وغناء أطفال تردد فيها الشوق والفكر والحب بسنفونية مبدع الشجن أمبراطور الرطانة والغناء محمـــد وردي فنان النوبة
من ربوع المحس إلـــي الشــــــــــلا ل .
فيها تلف التلال المنخفضة فتكون سلسلة في غاية الجمال تعلو أكثر فأكثر صوب الجنوب تقع في الحندل الثالث حيث يضيق مجري نهر النيل ولا يتسع للزراعة إلا مقدار ضئيل فهناك مناطق يتسع فيها الوادي وتتيسر الزراعة غير أن الأقليم يضيق بسكانه وهي السبب الرئيسي للهجرات الجماعية لقبائل المحس لقد هاجرت مجموعة منهم إلي وادي حلفا وكروسكو من موطنهم الجنوبي أيام الثورة المهدية 1881 - 1899 م
وهاجرت جماعة أخري إلي جزيرة توتي وأقليم عيلفون وجبل ميدوب ومناطق أخري في شمال كردفان ودارفور .
وادي المحــــــــــــــــــــــــــــــس
إشـــمته
الواوي وهي قرية كبيرة ينعطف النهر نحو الغرب .
عرب القراريش كانوا يقيمون في أكواخ من جريد النخل .
وادي تيناري وهي مجموعة من النجوع تلتف حول حصن تيناري المبني من الطوب وهو من أهم بقاع المحس .
دلــــقو وتبعد عن تيناري مسافة 15 كم وتقع علي الضفة الشرقية للنيل .
كـــوكـــه تقع علي الضفة الغربية للنيل وهي أخر جندل في المنطقة .
بــرجة وفربق وهما علي الضفة الغربية للنيل
حــانك عندها ينتهي الجبال التي وتكشف النيل في وادي المحس .
جزيرة مشو يقابلها في الضفة الغربية قرية مشو .
جزيرة أرقـــو وهي بجانب جزيرة مشو وهي من أعمال دنقلة ويقوم بها حصن من الطوب ولا يوجد بناء كبير
غيره جنوب وادي المحس
مشــــــــو هي الحد الشمالي لدنقلة وبين أرقو ودنقلة قرية أو مدينة الخنــــدق .
معبـــــد صلــــب بالمحس
يقع المعبد علي أعلي تل من الجرانيت ويترفع من النهر ثلاثمائة أو أربعمائة قدم وله جوانب مدرجة
تكسوها كتل ضخمة غير منتظمة وصخور كبيرة ، أما الجانب المشرف علي النهر فقائم وبينه وبين النهر مسافة ثلاثين ياردة يمتد فيها الدرب ويلوح البناء المشيد علي الجرف يطل علي النهر وبه حائطين ضخمين وسقف مستوي كبير وعلي السقف شبه قبة عمودية الجوانب وليس به أعمدة ولا بناء أخر .
المعبد نفسه يحيط من كل جوانبه صخور عالية تحجب معظمه عن البصر ويترواح جدرانه من ثلاثين إلي خمسين قدم ، مبنية من الجرانيت ويبدو أن المعبد عريق وقديم جداً.
معبد صلب : يعتبر هذا المعبد أهم أثر مصري قديم في بلاد النوبة.. شاده الملك أمينوفيس الثالث (الدولة الثامنة عشر) قبل المسيح بأربعة عشر قرناً (1408 – 1371ق.م) وقد أقيم إهداء لآمون آله الكرنك ولذكرى مؤسسه الثالث ومع أن يد الخراب عملت فيه عملها خلال توالى القرون إلا انه لا يزال يعتبر حتى اليوم أهم آثار مصر في الأراضي السودانية ، كما أن نقوشه الكتابية ونحوته البارزة تحمل في تضاعيفها قيم رفيعة ، وتعد مصدراً من أهم المصادر الموثوق بها لدراسة نواحي (الفرعون) الآلهة في بلاد النوبة الممثلة في التصوير وفي العقائد الدينية …
قصة اكتشاف المعبد :- استطاع الرحالة والمكتشف السويسري بود كخاردت أن يرى المعبد قبل الآخرين في عام 1813 أل أنه لم يستطيع عبور النيل لزيارته كما لم يستكط أحد الوصول إلي منطقة
المعبد قبل عام 1820 وكان يرافق الجيش المصرى بعض المحاربين المرتزقة ومن بينهم ضابط أمريكي الذي كتب عن هذا الأثر بصفة عامة وتقريبية .. وأتى بعد ذلك فر يدرك كابو وبصحبته زميله نوتورزيك في 4 يناير 1821 ليكتشف ما وصفه بأنها آثار جميلة … أعمدة عالية جداً وبقايا عمود ضخم يدل على معبد مصري جميل ، وقام برسم المعبد وخريطة له ويتأليف كتاب له سماه (رحلة الى مروى)وكان كابو قد وصل قبل الإنجليزيين وادجنتون وهامبورى الذين طبعا كتابهما باسم (يومية الزيارة) والفضل يرجع إليهما في تعريف العالم لأول مرة بآثار صلب و من هؤلاء الأوائل أيضا الرسام الشاب لينان أدى بلفوف الذي صاحب حملة بانكس الإنجليزية إلا أنه للأسف ظل كثير من رسوماته غير معروفة كما ضاعت عدة مستندات أخرى كتبت عن صلب خلال حملات إنجليزية أخرى على النوبة ، وقد اهتم بتلك المنطقة (شمتيون) عالم المصريات واهتم بصفة خاصة بقائمة أسماء الشعوب القديمة المنحوتة على قواعد
الأعمدة التي بنيت في قاعة المعبد ويعتبر أيضاً كتاب (رحلات في أثيوبيا) الذي نشره في عام 1835 هو سكنز منبعاً هاماً لبعض المعلومات وكذلك مذكرات الأمير الألماني الرحالة يوخلر ذات أهمية أخبارية عظيمة ، وفي 6 يوليو وصلت حملة (البروسيه) التى قادها ريكاردو لبسيوس الى
(صوليب) واهتمت بتلك المنطقة لمدة خمسة أيام . وفي أوائل القرن العشرين ذهب (برج) الذي كلف بدراسة مختلفة الآثار المصرية في السودان مرتين الى صلب كما زارها أيضاً عالم الآثار الأمريكي بريستد في عام 1907م – 1907م وعمل لمدة عشرة أيام حول اثر أمينوفيس الثالث ، وكثير من هؤلاء الذين زاروا آثار صلب حاولوا مقارنتها بالمعابد . إلا أن الحملات الأربع التى قادتها الأثرية (ميكائيلة جورجينى )1957 – 1961م قد استطاعت أن تجلى الكثير من الحقائق حيث تمت دراسة عميقة وشاملة لمعبد صلب … ففي الحملة الأولى : تم تمهيد المنطقة التي تؤدى إلى داخل المعبد والتي تتكون من سلم وأربعة أعمدة مربعة الشكل تقريباً وارضية من الحجر وبعد دراسة بقايا تلك الأعمدة وتيجانها أمكن نظرياً
معرفة البناء الذي يبدو أنه أصلح أكثر من مرة ثم انهار في عهد من الصعب تحديده وتم العثور على مدينة الأموات حيث وجدت أشياء عديدة .. زهريات وقدور وتماثيل جنائزية موجودة حالياً بالمتحف القومي بالخرطوم .
وفي الحملة الثانية :- كان موضوعها الدراسة التي قام بها أستاذ الخطوت القديمة بجامعة الخرطوم امستردام البروفسير يانسن عن الكتابات العديدة المنحوتة بالبارز والتي مازالت حتى ألان طلسماً .
كما تم اكتشاف بقايا ترسانة ومركب تحت أرضية قاعة المعبد ، وقد نشأت عن هذا الاكتشاف الفكرة القائلة بان دخول المعبد في عهده الأول كان عن طريق النهر كما تأكد أن مدينة صلب كانت مركزاً هاماً خلال العهد المسيحي ، وخلال العهد العربي استعملت بقايا المعبد كقلعة يحتمون بها .
وخلال الحملة الثالثة وجدت البعثة عدة أشياء وقطع أثرية واستمرت الأعمال في المعبد الذي ظهر بخطوطه المزمارية الحيوية و أمكن لخبراء البعثة معرفة تاريخ وأزمنة تطوير المعبد الذي بنى على
مراحل طبقاً لخطه تفصيلية معينة .
وفى الحملة الرابعة بدات أعمال نقل الألواح المنهارة التي كانت بقاعة المعبد المسنودة بالأعمدة والمحراب ، والاهتمام بالكتابات الموجودة على قاعدة الأعمدة التي كانت تحمل أسقف قاعدة المعبد وهى عبارة عن أسماء الشعوب القديمة الأسيوية و الأفريقية المعروفة في تلك الأزمنة . وقد
وجدت البعثة أسماء لشعوب مختلفة أصبحت موضوع دراسة عميقة للبرفسسير لوكلان مدير معهد المصريات بجامعة ستراسيورج والبروفسير بان سن خبير الخطوط القديمة كما عثرت البعثة على اشياء ومواد جديدة وتوابيت وتماثيل صغيرة كمون من قاعة الدخول وعمود سميك باسس منخفضة وحوشين مزينين بأقواس وقاعة الأعمدة وقاعات المحراب . وانتهت أعمال الحفر في عام 1962م إلا أن أعمال جورجيني استمرت في فترة اخري لانهاء دراسة هندسة بناء المعبد ونقل الكتابات والرسوم البارزة وهكذا انتهت في عام 1963 اعمال البعثة التي أشرفت عليها جامعة بيزا والتي اشترك فيها خبراء ذوو شهرة عالمية .
وقد صدر في عام 1965 المجلد الأول عن صلب وهذا المجلد عبارة عن تاريخ اكتشاف بعض الرحالة والدارسين لمنطقة صلب عندما كانوا يتوجهون نحوها منذ عام 1813 1907 ومن المقرر نشر ثلاثة
مجلدات عن هيكل صلب وهي مجلدات تؤلف مجموعة واحدة ،أما صلب 3 مخصص لوصف الهيكل وصلب 4 يضم خرائط وقطعا من الهيكل وعرضا مصورا البناء ومجموعة من الخرائط الموجزة وصلب 5
سيضم 200 صفحة من الرسوم التي تعتبر نصوصا ونقوشا نافرة من الهيكل وصلب 6 ملحق مفسر يتناول جميع المجلدات السابقة .
المعبد الذي سمي بأسمه.