عـــادات وتقــــاليد النــــــوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
النوبي بسيط في شخصيته بلا تعقيدات تستطيع أن تقرأه من صفحات وجهه يظهر كل ما يعتلي صدره في وجهه وذلك أبسط شئ يجعلك تستأنس جواره وصداقته وتأمنه بعكس بعض الشعوب الأخري ولذا وضع حكماء بلاد النوبة القديمة بعض القيم والمبادئ والنواميس والأساليب والأخلاقيات العامة التي تتفق مع الفطرة الإنسانية السمحاء وبتجارب الزمن وما مر عليهم من أمم وشعوب وللمحافظة علي السمة النوبية الأصيلة بلغتها وفنونها وقيمها وأصالتها وهي كالتالي أولا
أن يمنع القتل بتاتا لأي سبب. أي قتل نوبي أوغير نوبي إلا لثلاثة أسباب ( الشرف-الأرض-الدين) وفي عقاب القاتل بغير ماذكر من الموانع الثلاث أن يتم نفيه من بلاد النوبة بالكامل لشخصه فقط دون عائلته. وعائلته لها الحرية في إتباعه . ولذا لا يوجد قتل بين النوبيين لأي سبب دنيوي مهما عظم الأمر ويتم الرجوع لكبار القبائل لحل المشاكل التي تنشب بين الأفراد والأسر والقبائل
ثانيا في وجود أي مشكلة أسرية أن يتم إستشارة عميد الأسرة و إن كانت المشكلة قبلية أن يتم إستشارة رؤساء القبائل ولا يستعان بأي سلطة خارجية مهما عظم الأمر وأن يتقبل كل منهم حكم رؤساء القبائل بشكل نهائي بدون ثأر ولاخلافه(لم تسجل حالة ثأر واحدة في تاريخ بلاد النوبة) ويتم فعلا قبول الحكم برضاء نفس وبلا ضغينة
ثالثا في مسائل الزواج يتم زواج البنت النوبية من رجل نوبي ولايوافق علي زواج النوبية بغير النوبي حتي لو كان الغير النوبي واسع الثراء أو صاحب شأن كبير وبالمقابل يفضل النوبي الفقير(وللعلم أي نوبي بالفعل صاحب شأن في مجتمعنا) وهناك أسباب كثيرة لذلك
منها أن النوبي ملتزم بكل مبادئ وثقافة بلاد النوبة ويسهل علي المجتمع أن يحكم عليه في حال خلافه بزوجته النوبية ونضمن تنفيذ الأحكام الصادرة ضده ومتابعتها
وأيضا نضمن حمايتها بما يرضي الله وبثقافة بلادالنوبة الإنسانية في حين غير النوبي لا يمكن أن يلتزم بتعاليم وأحكام النوبة وتكون البنت النوبية عرضة لأخطار كثيرة لا نستطيع حمايتها ونجدتها في بيئة غريبة عنا ولا نستطيع حتي لومه ناهيك عن الموروثات الجينية الغريبة بكل ما تحمله من أساليب حياة غريبة عن مجتمعنا ونزعات سلوكية عنيفة وعدائية ومنبوذة نبذناها عن حياتنا علي طول الأزمان والمرأة النوبية مطيعة بطبعها وتربيتها. ولا تشكو ولاتتشاكي وتبقي أمور حياتها الزوجية طي الكتمان بحلوها ومرها ولتلك أسباب تربوية وأخلاقية ودينية سوف نأتي في ذكرها في موضوع أخر. وأما الرجل فله الحق من زواج أي بنت من أي مجتمع مسلم أو نصراني أو حتي يهودي(للعلم بلاد النوبة بالكامل مسلمة) ويفضل الزواج بالمسلمة أيا كانت جنسيتها ولوكانت نوبية فيكون افضل. هناك بعض المناقشات التي كنت طرفا فيها قيل أن زواج النوبي المحدد بالنوبية كان سببا في التسبب بأمراض الوراثة وذلك بسبب عدد نسمة المجتمع النوبي الصغير وأيضا لماذا لا ترضون بالرجل المتدين من غير المجتمع النوبي ويقصد الرجل الصالح الذي لايوجد مخاوف أخلاقية من ناحيته نحو البنت النوبية لأنه يعرف الله.وأسئلة كثيرة والرد بسيط بساطة النوبي . أمراض الوراثة فعلا تنتشر في أ ي مجتمع متقارب صغير ولكن مجتمعنا تقارب ال7 مليون نسمة أي عددنا ليس بالقليل ونحن في حكم دولة صغيرة منتشرة داخل وطننا الكبير مصر منذ الاف السنين ولم يظهر أي مرض وراثي اللهم إلا ما يصيب الوطن الكبير مصر وهناك مجتمعات عربية وأجنبية أصغر منا بكثير ولايوجد لديهم أمراض وراثية ثم أن مصر كلها تتزوج من الأقارب والأمراض سواء وراثية أوغير وراثية فهي من عند الله وما لنا إلا أن نرضي بقضاء الله وحكمه أما الشق الأخر وهو عدم القبول بالمتدين من غير المجتمع
النوبي فلدينا أيضا المتدين(أي الأكثر صلاحا وفلاحا ) فهوأولي وأفضل وأقرب لها نسبا ولغة
رابعا : في حكم السرقة . لله الحمد والشكر أمانة النوبي وتربيته وأخلاقياته وموروثاته ودينه وصفاته وأصالته تمنعه في مد يده لمال وحال غيره سواء بالحلال أو بالحرام فرديا أم عصابيا حتي لوكان في عهدته مال قارون ولايتمني أيضا ولايفكر فيه( وقد حدثت حوادث فردية من بعض النوبيين ذوي الأخلاط الجينية الموروثة من مجتمعات غير نوبية)وهذا سبب من الأسباب الخاصة بأحكام الزواج النوبي. ونعود للحكم في حالة وجود سارق نوبي وضع تحسبا في زمن ما ووقت ما أن يسرق نوبي ما لأسباب جينية موروثة أخري أوقهرية الحكم أن يعلن عنه في القرية التي حدثت بها ويتم إعلام القري الأخري بأسم السارق وقبيلته لمدة ثلاثة أيام وبعدها يتم نفيه من القرية مثله مثل القاتل ولم يتم ذكر حدوث ذلك في بلاد النوبة القديمة بعض الفقرات مترجمة من كتاب حضارات بلاد النوبة القديمة لكاتب غربي
خامسا: أحكام الزواج والطلاق في بلاد النوبة . في (الزواج) يتم الزواج بتراض العروسين تماما لكل منهم تسبقها خطبة لمدة غير محددة بتراض الطرفين حتي يتم الإستعداد ماديا. وجرت العادة أن لا يري العروسين بعضهما حتي ليلة الزفاف وتحدث بعض النوادر عندما يتقابلا بالصدفة في شوارع القرية عندها تجري العروس لتطرق باب أقرب بيت وتدلف بها لتداري نفسها من عيون خطيبها الذي يتمني نظرة عابرة لطيف خطيبته (حتي لوكان إبن عمها الذي تربي معها) . ويتم دفع شهرية للعروسة أثناء الخطوبة تقديرها متروكة لأهل العروسين ويتم تبادل الهدايا في الأعياد وتذهب العروس بيت زوجها بعد قضاء 40 يوم في بيت العروس بشنطة بها حاجيات خاصة بها فقط ولايدفع أهل العروس أي شئ سوي هدايا عينية والعريس هو من يتحمل كل شئ تقريبا تجهيز البيت من جميع حاجياته وبالكامل وتكاليف الفرح من شبكة وحفلة الزفاف وما يتبعها من أمور أخري كثيرة سوف نشرحها بالكامل في مابعد
ويتم سداد مهر متفق عليه من كبراء بلاد النوبة وأيضا الشبكة تم الإتفاق عليها ويتم تنفيذه علي بلاد النوبه كلها تقريبا
وفي( الطلاق) لاقدر الله وفي بلاد النوبه الطلاق بغيض كما هو عند الله عز وجل وقلما يوجد طلاق في الزيجات النوبية مهما عظمت المشاكل نجد في كبارنا وأهل الأجواد عندهم الحل الطيب والأمثل لإذابة جليد الفرقة. يكون الحكم في حالة عدم وجود أطفال بعد إستنفاذ كل سبل التصالح ونصائح الأهل ورأي الأجواد يتم الطلاق مع مراعاة النفقة والعدة وتذهب إلي بيت أبيها بحاجياتها التي بحوزتها ويترك لها بعض حاجياتها بالتراضي وأما إن كانت لديها أطفال يتم تعيين نفقة الأطفال حسب راتبه الشهري ويوفر لهم البيت والملبس والعلاج ويكون مسؤل عنهم حتي سن الرشد ماليا وإجتماعيا مدي الحياة وفي حالة زواج المطلقة من أخر ينتقل حضانة الأطفال للجدات وماتليهم حسب وجودهم بالحياة إلا من كان بالرضيع وتوجب رعاية الأم.