يعيش الحمير ... يعيش الحمير !!!

بســــم الله الرحمـــــن الرحيــــــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

أسم الموضوع :- يعيش الحمير ... يعيش الحمير !!

أسم الكاتــــب :- صــلاح إدريــس

رقم الموضوع :- ( 109 )

التاريــــــــــــخ :- الأثنين 24 يناير 2011

التصنيـــــــــف :ـ ساخــر

****************

يعيش الحميــر .. يعيش الحميــر !!!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

فكرت أكتب لكم أيه فى العدد ده .. نتكلم عن السياسة .. ولا الدين .. ولا علم الأجتماع .. ولا الفلسفة .. ولا تونس .. ولا .. ولا .. لقيت أن كل حاجة من دى مصيبة سودة ..وممكن ألاقى نفسى فى سين وجيم .. خصوصا بعد السحابة السوداء اللى بدأت تخيم على الإعلام المرئى والمقروء .. وقلت فى نفسى أحسن حاجة أكتب عن حبايبى وصحابى اللى كتبت عنهم مقالات كتيرة من غير حد مايلومنى ولا بكلمة واحدة .. ( وبينى وبينكم الحدق يفهم !!.. والمعنى فى بطن الشاعر!! )... مقالى النهاردة عن حبايبنا الحمير وديمقراطيتهم ... بس أرجوك تقرأ المقال للآخروبعدين قوللى رأيك فى القضية المطروحة .

******

ضربت فى دماغى مرة واحدة فكرة إن الحمير هى اللى تحكم العالم ... وبعد مانشف البترول ، ووقفت العربيات والقطارات والطائرات .. أتقلب البنى آدم بقدرة قادر ليكون وسيلة للنقل بدل الحمار .. ورجع الأتنين ( الحمار والإنسان ) للزمن القديييييييم قوى .. يعنى قبل التاريخ .. فيامرحبا بكم فى البعككة دى !!

***

الحمير أخترعت مراوح يثبتوها فى الرجلين .. وبتمشى بالهواء عن طريق بطاريات تتشحن بتحريك الديل يمين وشمال .. ولأن الإنسان ياولداه ضيّع ذيله من زماااان .. وماعدش نافع فى حاجة غير انه ينقل المية والحطب لخدمة الحمير اللى طول عمره مطّهقها فى عيشتها .. وموريها الذل ياعينى !! وبقى عادى جدا أنك تلاقى واحد بيه كبير ينهق ويرفس برجله لما ييجى الغدا وماحدش يفتكره .. أو يتمرمغ فى التراب والطين لما ييجى العشا والحمير اللى بترعاه مطنشاه ومكبره دماغها !!

وتلاقى البنى آدم رافع قضية على الحمار اللى بيشتغل عنده علشان شيّله فوق طاقته !! وتلاقى القاضى فى المحكمة يحكم بإن الحمار يشتغل مكان الإنسان لمدة قصيرة فى شيل الميه والحطب مكان الإنسان علشان يحس بإحساس البنى آدم المسكين ,, ولو الحمار زودها شوية على الإنسان يقوم القاضى ( اللى هو حمار طبعا ) يمنع العلف والشرب عن الحمار لأنه بيضطهد الإنسان ..

وتلاقى البنات والسيدات يجرين ورا الحمير لعدة أسباب .. أولها إن شفايفه عريضة .. وسنانه كبيرة ومفرودة .. ولأن الحمير يعاملهن برأفة ورقة تتناسب وجمالهن .. فكان طبيعى أن يملن للحمير .. ويطنشن البنى آدمين .. مش بس كده .. لكن دول كمان يتضاحكن ويتندرن على الرجال وهما شايلين الميه والحطب وظهرهم أتكسر من تقل الشيلة !!

أما ستات الحمير فالنار ولّعت فيهن !! طبعا ماهن شايفات الحمير رجالتهن وهما بيتخطفوا من ستات البشر .. وأتملت العائلات الحميرية بالمشاكل والخناقات والنهيق والرفس !! وأتملت المحاكم بقضايا الطلاق .. خصوصا بعد ماأنتشرت إشاعة بتقول إن نساء البنى آدمين حايبدلوا رجالتهم بذكور الحمير ..

وبقيت تسمع فى القرى والنجوع أن البوليس الحميرى لقى جثة واحدة ست أنسية وهى مقتولة بضربة جامدة فى القفص الصدرى .. أو رفسة شديدة من حمارة غيورة كسرت وسط واحدة أو أتنين من الأنسيات .. .. وكترت الجرايم اللى من النوع ده .. لكن فى الحقيقة أن الشرطة الحميرية عملت كل اللى تقدر عليه لكشف أسباب الجرايم دى .. وقدرت تعمل مؤتمرات للصلح بين بنات حواء وبنات الحمير .. بشرط إن كل أنسية تشتغل بيبى سيتر أو دادة للحمير الصغيرين العيال فى بيوتهم المرفهة .. فكانت النتيجة وئام .. وهدوء .. والدنيا بألف خير ..

وبمرور السنين وراء السنين .. تطورت الحمير .. وتراجعت البنى آدمين .. والحمير بقت تقعد على الموائد الفاخرة و تاكل الأسكالوب والشاتوبريان والأسباجيتى بلونيز والفواجرا .. والإنسان أتراجع عن أكل اللحوم وبدأ ياكل الحشائش والبرسيم والشعير .. وفجأة مخه قفّل وكلبش .. وجسمه بقى نحيف ورهيف .. وفجأة طلع له عصعوص وراه شبه الديل .. بس قصير وماينفعش لإدارة المراوح الهوائية اللى بيستخدمها الحمير للنقل والتنقل !!

وبعد ماوصلت الحمير لدرجة عالية من الحضارة والتقدم .. بدأت تتنفخ .. وتتغّر .. وتطغى .. خصوصا بعد ماقدرت الحمير تخترع أختراعا عظيما .. عبارة عن تحويل المية لوقود .. ونجحوا فيه .. ورجعت الطيارات والسيارات والقطارات .. ورجعت أختراعات الأسلحة اللى بتقتل الإنسان والحمار .. وهنا كتر الظلم .. وأنتشر الفساد من تانى .. والسرقة .. والرشاوى الحميرية .. وطلعت شوية حمير شايفه نفسها تتغنى بالحرية والديمقراطية .. لكن بينى وبينكم لا فيه حرية ولا ديمقراطية .. واللى موجود ديمقراطية عرجاء وعوراء .. لأنها بتقتل وتسجن وتسحل فى سبيل تحقيقها .. وأنهار عالم الحمير اللى عملوه وبنوه على طول السنين وعرضها .

لكن الإنسان اللى المفروض يرجع لأصله وعهده القديم .. لا رجع لعهده .. ولا أتعظ من اللى حصل للحمير ..

الأنسان بيحلم إنه يرجع مجده اللى راح .. لكنه فضل على حاله من الغباء ... وفى أجتماع عام وكبير للحمير والبنى آدمين مع بعض ..علشان يشوفوا حل لمشاكلهم .. أتفاجئوا بحاجة حمرة بتلمع فى الضلمة على شجرة كبيرة .. دققوا النظر لقوه قرد كبير كان عاطيهم ضهره .. ولما أعطاهم وجهه .. مسك الميكروفون وقعد يخطب فيهم

الان.. ايها الناس .. ايتها الحمير المزعجه .. لقد انتهى عصركم وبدأ عصر القرود .. نحن اليوم اذكى وابهى واحسن منظرا ... لقد بدأ عصر القرود .. وبدأت الديمقراطية الحقيقة .. ديمقراطية القرود !!

***

سرحت بعيد بعييييد .. ولكن مراتى شدتنى من كتافى علشان تفوقنى من حلم اليقظة والسرحان اللى أنا فيه على صوت تليفونى .. رديت .. لقيت واحد صاحبى بيقول ألحقنى ياأبوصلاح .. أنا لسه راجع للبيت .. وناديت على مراتى .. جاتنى تنط زى ماتكون مغناطيس .. ولما بصيت فى وشها لقيت شعر كتير بينبت .. ومن وشها لكل جسمها .. ولقيتها نطت نطة غريبة وكبيرة للمطبخ .. ومسكت سباطة الموز اللى جبتها من يومين .. وبدأت تزلطها زلط .. ساعات تقشرها .. وساعات تزلطها بقشرها ..وقالت لى .. ياسرحان يانايم ياحلمان على روحك .. أصحى بقى وفوّق .. هو ده عصرنا اليوم يحكم القرود العالم كله .. وحانخترع ديمقراطية أحسن من ديمقراطيتكم وديمقراطية الحمير .. وكفاياكم بقى ديمقراطيات مزيفة .. وحاتشوفوا القرود حاتعمل أيه !!

((( تم نشر المقال بعمودى الأسبوعى ( صريح العبارة ) بجريدة ( الأتجاه المعاكس ) عدد السبت 23 يناير 2011 )))

بقلــــــم

صـــلاح إدريـــــــس

salahedris@gmail.com

زيارتكم لمدونتى ( بالبلدى الفصيح )

تسعدنى .. وتشرفنى ..

http://plackprince.blogspot.com/2010/07/blog-post.html
__________________

» عيد حب الحمير !!