الحكاية .. مش حكاية سد ..

الحكاية .. مش حكاية ســد !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رقم الموضوع :- ( 22 )
التاريــــــــخ :- الأحد 17 يناير 2010
أسم الموضوع :- الحكاية .. مش حكاية سد .
أسم الكاتب :- صــلاح إدريــس
التصنيـــــــف :- مقال صحفى

*****************************

الحكاية مش حكاية سد !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نشر موضوعى السابق ( دعوة نوبية ..من أجل مصر !! ) بجريدة (المصرى اليوم ).. و فى المنتديات التى أشرف بعضويتها تلقيت مشاركة على منتدى ( إيجى كافيه )...وقفت أمامها كثيرا .. فالمشاركة وصلتنى من شاب صغير .. أسمه فؤش.. أو
(FOUHS )
كما كتبه بالأنجليزية .. يقول فى مشاركته أنه كان يتمنى أن يشارك فى الأنتخابات القادمة ولكنه أقل من 18 عاما وعلشان كده مش حايقدر يشارك فى الأنتخابات .. وبيقول أنه زعلان قوى علشان مش فاهم حكاية النوبيين أيه بالضبط ؟ وزعلانين من أيه ؟ وأيه حكاية السد العالى وبرضه مش فاهم التفاصيل .. والحقيقة حملنى أنا وكل الكتاب النوبيين بالذات ضرورة تناول الموضوعات اللصيقة بنا ..وتشرح قضايانا لأنه كما يقول بيحب النوبين قوى .. بس مش فاهم حاجة .. وبصراحة ياجماعة الخير أنا أتكسفت من نفسى قوى .. يعنى ده شاب مصرى لسه طالع للدنيا ..ومايعرفش حاجة عن النوبة أو السد ! غير شوية طراطيش الكلام اللى يسمعها من هنا ومن هناك (على أستحياء ) .. لكن مابترويش فضوله ورغبته للمعرفة .. صحيح أن كل الصحفيين العاملين فى الجرائد المصرية وغيرها عندهم بعض الخطوط الحمراء الوضعية .. يعنى من غير تعليمات من إدارة الجريدة .. هذه الخطوط الحمراء تقول أنه لايصح أو لايجب أن يتناول الصحفى مشاكل مجموعة ينتمى اليها أو قرية يسكنها أو أهله أو نقابة هو عضو فيها بصورة دائمة أو بنسبة عالية من مقالاته .. لكن يحق لك بين الحين والآخر تناول موضوعا يهمك شخصيا .. على ألا يكون ذلك قاعدة معممة .. وإلا أصبحت الجرائد عزب خاصة للصحفيين .. والحكاية مصالح ياأبو صالح .. وكل واحد يتكلم عن مشكلته ..ويهمل باقى مشاكل وهموم الوطن .. وزى ماقلت ده عرف وضعى .. أتفق عليه الجميع دون أن يتفقوا .. يعنى ده أختيارهم عملا بأصول المهنه .. والحقيقة أن الأغلبية تحترم هذا العرف الوضعى .. لكن ده لم يمنعنى من التفكير فى رسالة الشاب ..وقلت خلاص بما أننا اليومين دول بنحتفل بمرور 50 عاما على بناء السد العالى فلماذا لا أكتب عن السد العالى ( وهو مشروع قومى هام ) ..وفى نفس الوقت أشرح موضوع النوبيين وقضيتهم الأساسية بأختصار ( وبدون أستحياء ) .. خصوصا أن السد العالى هو السبب الرئيسى لتهجير النوبيين من أرضهم وأرض أجدادهم .. وضحوا بكل غالى ونفيس لأجل مصر كلها .. لكن لو تحدثنا عن قضية النوبيين بتفاصيل .. وشرح للمعاناة المستمرة منذ خمسون عاما .. ومازالت – للأسف – لأحتجنا إلى كتب وليست فقط هذه الصفحة من الجريدة التى تكرمت أسرة التحرير ورئيس التحرير بتخصيصها لمقالاتى الأسبوعية ( ولكن السؤال هل ياترى المصريين وحكامهم فاكرين تضحيات النوبيين ..ولا نسيوا خلاص ؟ .. ).
أما موضوع السد العالى .. فكما قال عبد الحليم حافظ فى واحدة من أشهر أغانيه الوطنية (( الحكاية مش حكاية سد .. الحكاية حكاية الشعب اللى ورا السد .. )) والحقيقة حكاية السد العالى مايعرفهاش كتير من شبابنا .. وأيضا بعضا من رجالنا الكبار .. الكل واخد الحكاية على أنه موضوع مسلم به .. عندنا الأهرام ..وأبو الهول .. والكرنك .. والسد العالى .. من غير حد مايفكر فى تفاصيل الحكاية أيه ؟ وأنا فى رأيى أن السد العالى هو أكبر وأهم المشروعات القومية العملاقة فى العصر الحديث ..وبرضه زى ماقال عبد الحليم فى أغنيته : ((عايزين تعرفوا الحكايه ؟ فيرد الشعب : بس قولها من البداية ))

والحكاية من البداية أن فكرة إنشاء السد ذاتها فكرة حالمة مجنونة لمهندس مصري من أصل يوناني.. هو ( أدريان دانينوس ) وكانت المياه الفائضة من النيل تذهب هدرا من غير مانستفيد منها .. لغاية ما تم إنشاء خزان أسوان 1902 لتخزين 3.6 بليون م3 من المياه قللت إلى 1 بليون م3 فقط للحفاظ على معابد فيله من الغرق . وكان أكبر مشاريع الري في زمانه .. ولكن " أدريان " فاجأ الجميع بمحاضرة في أحدى الجمعيات العلمية عام 1948 بدأها بجملة من مذكرات نابليون بونابرت ( لو قدر لي أن أحكم مصر فلن اسمح لنقطة واحدة من مياه النيل بأن تذهب إلى البحر الأبيض المتوسط)
ثم أعلن صاحبنا النشيط عن مشروعه الكبير .. " بناء سد هائل عند أسوان للاستفادة من كل نقطة من مياه النيل " وبدت الفكرة كالحلم المجنون.. ليه بقى ؟

لأن فكرة تخزين مياه النيل اعتمدت في زمن قبل قبل الثورة عام 1952 على التخزين في أعالي النيل عن طريق إقامة خزانات وسدود على أراضي أفريقية .. علشان تقلل من فاقد مياه النهر وتزيد الوارد إلى مصر.
كانت الأمور في القارة الأفريقية ماشية نحو استقلال دولها ، وكانت الاضطرابات تسيطر على بعضها .. وما بين رغبتها في فرض إدارتها المستقلة والسيطرة على أوضاعها الداخلية كان من الصعب تنفيذ مشاريع التخزين فوق أراضيها .. وكان لابد من العودة إلى حلم " أدريان " .. فكأنه كان يتوقع ما سوف يحدث في أعالي النيل ( أفريقيا ) .. وكان القدر قد دبر له تلك الحفنة من رجال مصر .. أو رجال الثورة .. كان قدرهم أنهم أيضا كانوا مثله يحلمون. والأحلام العظام لا يحققها إلا الرجال العظام..

وبدأت المعركة...

في نوفمبر 1952 ( أى بعد قيام الثورة بثلاثة أشهر ) أحيل مشروع تصميم السد إلى شركتين ألمانيتين فتقدمتا باقتراحهما بالبناء على مسافة 6.5 كم إلى الجنوب من خزان أسوان . وقد أقر المشروع في ديسمبر 1954 عن طريق لجنة دولية مكونة من أساتذة من أمريكا وألمانيا وفرنسا ..

وكان لابد من البحث عن التمويل والفلوس مهمة جدا دلوقت !! .. فكل شيء معد الآن للتنفيذ ... وكان قدر السد العالي انه أتى في كانت الدنيا مولعة وقسومة لمعسكرين كبيرين ... شرقي وغربي .. وازداد الغرب شراسة في مواجهة المد الاشتراكي القادم واعتمد سياسة تكوين الأحلاف ، وكانت فكرة حلف بغداد تسيطر على الأجواء السياسية وقتها ، وكانت أمريكا ترغب في انضمام مصر إليه .

وقد قدرت تكاليف المشروع آنذاك بحوالي 1300 مليون دولار( وهذا مبلغ كير جدا فى نلك الفترة ويمكنك أن تضربه فى عشرة بأسعار الآن ) منها 400 مليون دولار بالعملة الصعبة وهو المكون الذي كان سيموله البنك الدولي على مرحلتين ضمن مجموعة من الشروط المالية المجحفة والتي وصلت إلى حد تدخل البنك في اختيار مقاولي التنفيذ ، وقد تشككت مصر منذ البداية في نوايا البنك الدولي ومن يقف وراءه ، وأبتدأ الفار يلعب فى عب المصريين .. وأيقن المصريين .. أن فكرة التمويل على مرحلتين معناها أن تظل مصر مشدودة بحبل حول رقبتها .. لا فكاك منه لما يمليه البنك الدولي ، ولكن حجم الحلم كان طاغيا ومسيطرا .. فقبلت بكل الشروط .. ( أيه اللى رماك على المر .. قال اللى أمرر منه ) ومع ذلك لم يقبل البنك ... فكان لابد من كسر شوكة هذه الحفنة من الرجال التي قاومت سياسة الأحلاف..

وأعلن البنك عن سحب تمويله لمشروع السد العالي فقام عبد الناصر بخطوة جريئة وحاسمة و ضرب ضربة معلم بتأميم قناة السويس عام 1956 في محاولة للبحث عن مورد ذاتي تقيه مذلة الخضوع لشروط القروض المجحفة... والكلام ماعجبش قوات الأستعمار القوية فى ذلك الوقت ..فقامت انجلترا بالاشتراك مع فرنسا وإسرائيل بضرب مصر فيما سمى بالعدوان الثلاثي عام 1956 ، وهكذا قدر للسد العالي أن يكون رمزا للإصرار والمقاومة وأن يكون سببا في حرب واجهتها مصر ... وتحديا عانقته لتحرير إرادتها الوطنية .. فهل كان " إدريان " حين كان يحلم يعرف كل هذا .. وان يتوقع لحلمه المجنون أن يصير أكثر جنونا وتتدخل كل الأطراف الدولية المؤثرة آنذاك في تسيير دفة الأحداث بسببه. .. ولم يكن أمام عد الناصر إلا أن يتوجه إلى القوى العظمى الثانية وهى روسيا .. وبرغم أنه كان هناك أختلاف فى بعض وجهات النظر حول القضايا الدولية بين عبد الناصر والرئيس الروسى ( نيكيتا خروتشوف).. إلا أن الرئيس الروسى إدراكا منه لأهمية منطقة الشرق الأوسط السياسية والجغرافية ..ومصر وقتها كانت هى قائدة هذه المنطقة بلا منازع .. وعبد الناصر هو الأمل والرمز فى كل حركات التحرر العربية مثل الجزائر وتونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرهم .. فكان من الذكاء أن يحتوى هذه الدولة الرائدة والقائدة .. فوافق على المشاركة فى تمويل مشروع السد بالمعدات والخبرات والكفاءات والتدريب .. وأرسل 40 ألف خبير روسى فى السدود لمساعدة مصر فى بناء السد حتى الأنتهاء من البناء وعلى الجانب الآخر كان المصريين بجميع طوائفهم تنتابهم روح التحدى للأستعمار والأمبريالية العالمية ..وكأنهم يقولون لأنفسهم يعنى أنت يامستعمر مش عايزنا نبنى السد العالى ونتقدم زراعيا وصناعيا .. طيب وحياة ندالتكم دى حانبنى السد العالى .. وحانتطور ونتقدم .. (وهنا لازم وقفة وأقول إن المصريين حين يتفقون على رأى أو هدف .. وتلبسهم روح التحدى .. لايقف فى طريقهم أى شىء .. ومشكلتنا النهارده إن مافيش روح أصلا .. لاتحدى .. ولا تهدى .. وإنما روح التردى .. وخلينا فى السد العالى أحسن !! ).. وكان أول الذين ضحوا هم النوبيين .. فقد أكدت الدراسات أن بحيرة ناصر المزمع أنشاؤها لمياه السد ستغرق آثار النوبة من المعابد مثل معبد أبو سمبل وفيله وغيرهما .. والأهم أنها ستغرق القرى النوبية بالكامل .. وكان لابد من تهجير أهالى النوبة من منازلهم وقراهم وساحات ذكرياتهم ..ورفات أجدادهم إلى مكان آخر لايعرفونه... حتى تتمكن الحكومة المصرية من بناء السد العالى .. مع وعود وردية من الحكومة المصرية ببيوت كبيرة ..وأراضى زراعية واسعة .. وتمدن وحضارة ..والدنيا بمبى .. بمبى .. ووافق النوبيون على التهجير حتى دون الوعود الوردية .. فقد أستشعروا بطيبتهم وحسهم الفطرى الطبيعى بأهمية هذا المشروع القومى لمصر كلها .. فإن السد العالى سيعمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف .. ً حيث أن بحيرة ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان وستقوم بتخزينها في سنوات الجفاف.. وسيعمل السد العالي أيضا على التوسع في المساحة الزراعية .. نتيجة توفر المياة و هذا أفقى و رأسى . ..وسيعمل أيضاً على زراعة محاصيل أكثر على الأرض نتيجة توفر المياه..مما أتاح ثلاث زرعات كل سنة بدلا من زراعة واحدة .. أيضاً سيعمل على توليد الكهرباء التي ستفيد مصر الصناعية .. اقتصاديا وأجتماعيا .. ويكفى أن تعلم أن نصيب الفرد من الكهرباء تضاعف أكثر من عشر مرات .. ده غير المصانع العملاقة والتى كانت تعانى من توفر الطاقة اللازمة لتشغيلها .. وأيضا المصانع الجديدة التى ستبنى .. وملايين الأيدى العاملة التى ستجد رزقها فى هذه النهضة الزراعية والصناعية العملاقة التى سيحققها بناء السد العالى
يعنى النوبيين بدأو التضحية والتحدى .. عن إقتناع وحب وتضحية بالذات وكانوا هم طليعة المصريين فى التضحية والتحدى .. وتكاتف كل الشعب المصرى لبناء السد .. وذهب مئات الآلاف من المصريين للمشاركة فى عملية البناء .. بروح وطنية عالية .. ورغبة حقيقية للعمل والبناء .. تاركين أسرهم وأطفالهم فى قراهم ومدنهم بأنحاء مصر المختلفة بحرى وقبلى ليتجمعوا فى أسوان أو منطقة السد العالى لتتشابك أيديهم فى بناء مستقبل مصر... وهنا فيه حاجة مهمة لازم الجيل الجديد يعرفها .. والجيل القديم يفتكرها .. لو كان نساها .. وهو إنه خلال ال 11 سنة فى بناء السد حدثت نكسة 1967 .. يعنى هزيمة مرة مرارة العلقم .. ومررت كل حلوق المصريين والعرب .. ولكن المصريين لم ينكسروا وقاموا بسرعة عجيبىة .. ودخلوا فى حرب الأستنزاف .. ثأرا من 67 وأستعدادا للحرب الشاملة التى نعد لها .. وهو ماتم بعد ذلك فى أكتوبر 73 .. وفى حرب الأستنزاف حقق المصريين أنتصارات عديدة مثل تدمير البارجة الأسرائيلية ( إيلات ) .. وتدمير الحفار الأسرائيلى فى أفريقيا .. وعمليات رأس العش .. والزعفرانة .. وغيرها من المعارك اللى كانت بتوجع الأسرائيليين جدا .. وكل ده بيحصل والبناء فى السد العالى مستمر .. بجانب إعادة تسليح الجيش وحرب الأستنزاف .. وأستمر البناء إحدى عشر سنة كاملة .. من 1960 إلى 1971 وفى عام 1970 وقد تم الحلم وتم بناء السد بتعاون مصري سوفيتي مشترك .. ولكن يموت الزعيم عبد الناصر بعد إعلانه الأنتهاء من بناء السد العالى بأسابيع قليلة .. وبعد أن تحقق حلمه الكبير ..ولكن لم يسعفه الموت بأفتتاح حلمه الكبير .. وأفتتحه الرئيس أنور السادات عام 1971 بحضور الرئيس الروسى خروتشوف .. والأبن خالد جمال عبد الناصر

أما تفاصيل السد العالي.. فهى قليل من الأرقام كثير من المعرفة يبلغ ارتفاع السد 111م فوق قاع النهر وعرضه عند قمته 40م ويبلغ طوله 3600م منها 520 م بين ضفتي النهر وتقع محطة التوليد الكهربائية في الضفة الشرقية منه وبنيت عند مخرج 6 أنفاق طول الواحد 282م وبها 12 وحدة توليد كهربائية ، ويتم تخزين المياه في بحيرة ناصر التي تستوعب عند امتلائها 162 مليار م3 من المياه ويبلغ طولها 500كم منها 150 كم في السودان ويتراوح عرضها بين 10 ، 15 كم ، ورغم جفاوة الأرقام السابقة لكنها تعطى فكرة مبسطة عن حجم هذا المشروع العملاق .. وقد نجح السد العالي في تخزين المياه الزائدة الواردة إلى مصر في أعوام الفيضانات العالية .. كما حمى مصر من جفاف مهلك واجه كل دول حوض النيل في حقبة الثمانينات حين قل المطر وجف الوارد من مياه النهر وتم سحب المخزون من المياه في بحيرة ناصر حتى قارب عام 1988 على الوصول إلى المنسوب الحرج وهو المنسوب الذي لا يمكن السحب منه بعد ذلك لاعتبارات هندسية واعتبارات توليد الكهرباء .
وفى تقرير صدر عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبري قيم التقرير السد العالي ووضعه في الصدارة من كافة المشروعات
وقال انه تجاوز ما عداه في المشروعات الهندسية المعمارية واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين.عابرا به كافة المشروعات العملاقة الأخرى مثل مطار "شك لاب كوك" في هونج كونج ونفق المانش الذي يربط بين
بريطانيا .. فرنسا وقد أكد التقرير الدولي ان السد العالي تفوق
علي 122 مشروعات عملاقاً في العالم. حققه من فوائد لما
عادت علي الجنس البشري .. حيث وفر لمصر رصيدها بعد أن كانت مياه النيل تذهب سدي في البحر الأبيض عدا خمسة
مليارات متر مكعب يتم احتجازها سنويا .
والأهم من ده كله إن حالة السد الحالية بالمتابعة والصيانة المصرية له هو .. هو .. على نفس حالته من القوة والكفاءة وقت إتمام بناؤه فى 1971 يعنى زى ماهو من 50 سنة والحمدلله ..
ويتبع السد العالى الآن شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء و التي تضم إلى السد العالى ..
محطة توليد أسوان الأولى* ومحطة توليد أسوان الثانية
دى كانت حكاية السد .. وحكاية الشعب اللى ورا السد .. ياترى عجبتكم الحكاية .. ولا أقولها من البداية .. لأ كفاية ...والأحسن تقرأوها من البداية لو عايزين .. وأنا أشوفكم فى المقالة الجاية إنشاء الله .
بقلـــــــــم
صــلاح إدريــــــس
salahedris@gmail.com
تم نشر المقال بعمودى الأسبوعى ( بالبلدى الفصيح ) .. عدد السبت 9 يناير 2010

أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ,,
وأنا بأكتب موضوع السد العالى للجريدة .. تملكت كل حواسى الشعور بالحب والوطنية والأنتماء .. والأنتماء ده شعور جميل بدأ يتعاظم ويكبر اليومين دول لسببين .. السبب الأول أن 90% من الشعب المصرى جمع بينهم المعاناة .. والقلق .. وعدم إتضاح الرؤية .. والخوف من مستقبلهم ومستقبل أولادهم .. والخوف على لقمة العيش .. والصحة .. والتعليم .. وغيرهم .. وغيرهم وكل ده وسط حالة متفشية من الفساد والمحسوبية .. والنفاق السياسى والأجتماعى .. والسبب الثانى أن مصر فى السنتين الجايين داخلة على مرحلة جديدة تماما .. فإما يتحد كل أطياف الشعب.. ويسعوا جادين لتغيير واقعهم نحو مستقبل أفضل .. بإتخاذ مواقف إيجابية نحو المشاركة فى تحديد المرحلة السياسية القادمة ..والتى عليها ستبنى الحياة فى مصر بصورة عامة ..خصوصا وأن السنة دى أنتخابات مجلسى الشعب والشورى .. والعام القادم أنتخابات الرئاسة .. فإما نفكر حانتغير إزاى ..وحانعمل أيه ؟ ونشارك إزاى فى التغيير .. أو ننسى ا بقى أى طموح لمستقبل أفضل .. وخلينا عايشين زى ماأحنا كده .. والحالة بتسوء كل يوم .. ونحط كلنا ( ....!! وسخة فى بقنا ..ونسكت كعادتنا دائما ) ... كل ده شعرت بيه وأنا بأكتب الموضوع .. وكمان كانت ذكرياتى عن هذه الفترة وفيرة وواضحة فقد كنت أبلغ 8 أو 9 سنوات عند بدء بناء السد العالى .. وكنت فى العشرين عند أنتهاء البناء .. وشعرت وقتها بكل الأحاسيس الجميلة اللى شرحتهم لكم ...علشان كده تلاقوا الشعور بالوطنية .. والأنتماء عندى كبير جدا .. وتذكرت كل إبداعات هذا الزمان من كتاب وشعراء وفنانين ورسامين .. لكن من أجمل ماظهر فى تلك الفترة هو .. ( حراجى القط .. العامل الصعيدى فى السد العالى ..ورسايلة لمراته من السد .. وردها عليه ) .. مجموعة شعرية رائعة صاغها الخال عبد الرحمن الأبنودى .. أجمل مايكون التصوير .. فكانت لوحة جنوبية رائعة ..بريشة فنان عظيم ملهم .. علشان كده أسمحوا لى أبتداءّ من بعد الغد نعيد نشر قصائد الأبنودى الخاصة برسائل حراجى القط العامل بالسد العالى .. لزوجنه الميمونة .. والجوهرة المصونة.. فاطمه أحمد عبد التواب ) .. فأنتظرونى
صـــلاح إدريـــس

» حكاية مسمار يعلمك كيف تضبط انفعالاتك !!!!